تكتب صحيفة «الوفد» المصرية بين برهة وأخرى... وتختار أعضاء من مجلس الشعب المصري، واصفة إياهم بأنهم نواب أبو الهول، ولو قدر للصحيفة متابعة مجلسنا النيابي فكم أبوالهول ستستخرج منه؟
ووصف نائب أبوالهول، لا أعلم إن كان المقصود به أن النائب يمثل إرادة تمثال أبو الهول، وبالتالي فليس لأبوالهول مطالب، فلا يقوم النائب بالمطالبة بأي شيء! ولكن يكذّب هذا التفسير أن لأبوالهول مطالب منها: ترميم ذقنه والحفاظ على رقبته من الطيران في الهواء، أو إن المقصود بنائب أبوالهول إن النائب هو عينه أبوالهول، فهو لا يتحرك ولا يطالب بأي شيء، وأنى للتمثال الحركة، وبالتالي فإن النواب في المجلس يقومون بالفعل ذاته، وبالتالي ينطبق عليهم وصف أبوالهول.
لا أعلم تفسيرا محددا لوصف النواب بأبوالهول المستخدم في «الوفد»، ولكن ما أعلمه أن في مملكة البحرين يوجد أيضا رأس ثور دلموني، لا تختلف خصائصه وسماته عن أبوالهول المصري، فالنائب الصامت يعبر عنه بأنه لا يعبر عن إرادة الأمة، ولكن بعض النواب يتفوق على أبوالهول، فأبوالهول لم يطلب التقاعد من الخدمة، ويقوم بواجباته على أكمل وجه، سواء من حيث استمتاع السياح المغرمين بالآثار، أو من خلال المحافظة على ما تبقى من شموخ مصر وريادتها، بعد تضييع مكانتها وتمييع دورها، فبعد أن كانت لها الريادة وزعامة العالم العربي وصلت للحال الذي تحفظ مبادراتها في الثلاجة الأميركية، كما حدث حديثا للمبادرة المصرية بشأن قطاع غزة.
المهم في القضية، إننا بصدد حالات أبوالهول المصري، أو رأس الثور الدلموني، وهذه الحال لن تدوم كما تريد لها بعض القوى السياسية في المجتمع البحريني، وعلى ذلك فليحزم هؤلاء امتعتهم وليستعدوا للسفر والاستجمام، في مصايف لندن وباريس أو جنوب شرق آسيا، فالمطالبة بحقوق الناس، من حق سكني ومعيشة وعمل ومساواة وعدالة، وأمن ورخاء، لا يكون بالتسمر الصامت في أروقة البرلمانات، والتي تحتاج إلى شخصيات ليس بها أثر من رأس الثور الدلموني، إذ الآثار مكانها المتاحف وليس أروقة المجالس النيابية، فالتعبير عن إرادة الأمة، والمقعد البرلماني لا يصح أن نضع عليه رأس ثور دلموني... وفي هذه القصة فالفائز (أو الشامت) الوحيد «النسوة» أو «المرأة البحرينية»، ليس لأنه لا يوجد أم الهول المصرية أو رأس بقرة دلمونية بحرينية، وبالتالي لا ينطبق عليهم هذا الوصف، فهذه المقاعد مخصصة للرجال في بلادنا العربية لكي يكونوا كأبوالهول أو رأس الثور البحريني؛ بل لأن الله غشاهم برحمة منه بعدم الفوز بمقعد برلماني بحريني لا طائل من ورائه، وسط مجموعة من هذه الآثار في المجلس النيابي
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 675 - الأحد 11 يوليو 2004م الموافق 23 جمادى الأولى 1425هـ