لست هنا في وارد الرد التفصيلي على ما جاء من اتهامات وإساءة ظن، وفهم خاطئ «للمفرد والجمع»، وتفصيل ما يعني «غانم»، في المقال السابق، وما لا يعنيه أصلا، ولكن عموما أقول إن ما يقرب من ثلث المقال كان عن النائب «غانم»، وما تبقى كان في شأن «بعض» النواب، والبحارة أيضا، ومع ذلك فقد تعجل «بوفضل» في قراءته ورده، إلا ان ما جاء في ذلك الرد كان من باب الضارة النافعة، إذ أكد فيه (وذلك ما أكدته في حواري مع بعض البحارة، وهو ما نبتغيه أصلا من البوعينين وبقية النواب) أن النائب غانم البوعينين لا يقف مع هؤلاء قبال هؤلاء، وهو فعلا ما ذكره «بوفضل» في رده بشأن البحارة: «سأظل مساندا إليهم في جميع قضاياهم».
إلا أنني أحب أن أبين قبل الخوض في التعليق على ما جاء في رد النائب المحترم «بوفضل»، ويعلم الله وحده اني من أشد المدافعين عن مبدأ شخصية الرأي أيا كان، ومن أي شخص أتى، وأحارب شمولية (أو إطلاق) الاتهامات بالجملة على قبائل أو مناطق أو طوائف أو فئات أو طبقات اجتماعية، وكما أعلم أن «غانم» سليم النية ولا يريد «جرجرة» الموضوع ليتعدى قطره الشخصي كنائب، فيشمل معه العائلة، التي لا يزايد على سمات الخير والطيبة فيها مزايد.. ولا أعتقد أن «غانم» يقصد ذلك.
تطرق الأخ بوفضل إلى أنني قلت إنه عرف شيئا وغابت عنه أشياء، وكتبت ذلك من باب حسن الظن في «غانم» ليس إلا، وأنا هنا سأبين بالمثال والدليل القاطع، ومن رد الأخ الكريم بوفضل ما غاب عنه أو غشاه، ففي قوله: «لا يعلم ما يعنيه البحر لهم» (أي كاتب هذه الزاوية) فأقول: ما لا تعلمه أنت يا سعادة النائب ماذا يعني البحر لي ولكثير من المواطنين البحرينيين، وإلا فإنني أعلم بأن «الآخرين» يعني لهم البحر: «تعويض ونخرج من البحر» هكذا بكل بساطة معنى البحر لدى هؤلاء! وإذا كان يعني لهم الكثير فلماذا يتركونه للآسيويين، ألا يثير ذلك سؤالا في ذهن النائب الكريم؟!
وقدم «بوفضل» نصيحة غالية أقبلها وأنا شاكر له، إذ قال موجها كلامه إلى كاتب السطور: «عليه أن يعمل على معرفة الجانب الآخر من الموضوع الذي لا أشك انه يجهله تماما»، فأقول: بل أعلم أكثر مما كتبت في هذه الزاوية، ولكن ليس كل ما يعرف يقال (أو يكتب) يا «بوفضل»! ولمزيد من التفصيل أدرج لك أخي العزيز ثلة مخلصة، أبلت بلاء حسنا في هذا الموضوع، وكافحت جميع دعاوى «التطييف» للقضية، أو دعاوى الإقطاع الذي جدد ثوبه، ونافحت - هذه الثلة - عن حقوق البحارة بجميع طوائفهم وانتماءاتهم وفئاتهم، وهم كالآتي: الشيخان الفاضلان إبراهيم بوصندل وصلاح الجودر، والاخوة الكرام: محمد شبيب النعيمي، ونقيب البحارة عيسى أحمد، والأخ بوفهد مال الله والأخ إبراهيم نيروز، وحسين المغني، وغيرهم آخرون ألتمس عذرهم لضيق مساحتي الذاكرة والنشر. واجتمع الجودر وبوصندل وكاتب السطور مع فريق من «النقابة» وفريق من «الجمعية» غير المعترف بها رسميا، بحسب تصريح وزير العمل الأخير، وتداولنا معهم نقاطا ومفاصل مهمة في الموضوع، فكان أن انتهج كاتب السطور، وعن قناعة، الدفاع عن البحارة والانحياز الكامل إلى مطالبهم، وحتى قبل سفري الى «أرض الكنانة» كنت عازما على عقد لقاء مع الفريقين في منتدى صحيفة «الوسط»، ولكن حالت ظروف السفر دون اتمام هذا اللقاء، والأخ عيسى أحمد والزميل بوصفوان على علم بالموضوع، وعلى ذلك تنتفي أركان الحجة التي ساقها الكريم بوفضل من (ان «الكاتب العثمان» عليه أن يعرف الجانب الآخر في الموضوع). وعلى ذلك أتمنى أن أكون وفقت في سبر جوانب من الموضوع كانت خافية، وأؤكد أنني مازلت تلميذا وفيا لمدرسة السلف الصالح، التي تعلمنا منها كيف نختلف مع بعضنا بعضا وكيف نحسن الظن بالآخرين، ونحب الخير لهم، وتعلمنا مبدأ دفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر، والضرر الأكبر هو قطع أرزاق الناس، والضرر الأصغر هو تخفيف «مداخيل» وأرزاق أناس آخرين، وفرق كبير بين من يريد تحسين معيشته ومن لا يلقى قوت يومه، أليس كذلك يا أستاذي الكريم وأخي الكبير «بوفضل»؟ وللكلام بقية
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 668 - الأحد 04 يوليو 2004م الموافق 16 جمادى الأولى 1425هـ