أصدرت مجموعة «جون أفريك» الإعلامية الإفريقية الفرنسية مجلة نصف دورية جديدة باللغة العربية تحمل اسم «جون أفريك بالعربية» لتعزز بذلك رصيد الدوريات الصادرة عنها، وهي «جون أفريك لانتيليجون» و«أفريك ماغازين» و«لاروفي دو لانتيليجون».
وأفادت أسبوعية «جون أفريك لانتيليجون» في عددها الأخير أن المجلة الجديدة تقترح في عددها الأول لشهري مايو/أيار ويونيو/ حزيران ملفا عن «العرب في عيون الغرب» يتناول الحوار بين العالمين العربي والغربي منذ احتلال مصر من طرف نابليون بونابارت إلى مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي أطلقته الولايات المتحدة أخيرا.
وتتعلق باقي مواد العدد الأول بالقمة العربية في تونس والوضع في الشرق الأوسط والعلاقات بين المغرب العربي والاتحاد الأوروبي والوضع في الكوت ديفوار.
وترجع فكرة إصدار نسخة عربية لـ «جون أفريك» إلى نهاية عقد ثمانينات القرن الماضي غير أن تجسيدها على أرض الواقع تأجل غير ما مرة لأسباب تتعلق بالاستثمار والتسويق والإشهار.
وتوزع المجلة الجديدة التي يتولى رئاسة تحريرها الصحافي التونسي الصافي سعيد في المغرب العربي والشرق الأوسط.
وفي كلمة له بالمناسبة أعرب الناشر أنه مع هذا العدد تدخل جون أفريك العريقة والتي توشك أن تحتفل بعيد ميلادها الخمسين، طورا جديدا في حياتها. لقد قبل الأب المؤسس الصحافي الكبير بشير بن يحمد التحدي ليبدأ مشوارا جديا مع النشر باللغة العربية.
ولربما حاول الأستاذ بن يحمد ذلك في الماضي القريب لكنه ظل مترددا إلى أن عثر على اللحظة المناسبة والصحافي المناسب.
إن مجلة جون أفريك بالعربية وهي أكثر من مجلة لأنها ستكون ناقلة وحاملة لأربع مجلات ناطقة بالفرنسية، هي الأسبوعية «الأنتيليجنت» والشهريتان «أفريك ماغازين»، و«إيكو فينانس»، ثم الفصلية «ريفي دي لانتيليجنت»، وهي مجلات تمتاز بالجرأة والموضوعية وحق الاختلاف.
وإذ تمتلك شبكة من الصحافيين والكتاب العالميين فإن ذلك ما يجعلها نابضة وذات مذاق جديد وبعيد عن المديح والإنشاء والمبالغة.
إن القارئ العربي ليحتاج فعلا إلى أكثر من نافذة ليلقي نظرة على الفضاءات القريبة والبعيدة، ومجلة «جون أفريك بالعربية» هي أكثر من نافذة، إنها بيت بأربعة نوافذ ومجلة جامعة لأربع مجلات، ونخبة من الأقلام العربية والعالمية البارزة في عالم الصحافة.
وأعرب الناشر عن ارتياحه للاستقبال الذي حظيت به المجلة في الأسواق العربية المغاربية منها، أو الشرق أوسطية، معلنا أن العدد الثاني سينزل إلى الأسواق بداية شهر يوليو/ تموز المقبل.
فاس -الوسط
ضمن فعاليات دورة مهرجان الموسيقى العريقة الذي تشهده مدينة فاس العاصمة التاريخية للمغرب أكد رومانو برودي رئيس المفوضية الأوروبية يوم السبت الماضي في اليوم الثاني من المهرجان في رسالة تلاها بالنيابة عنه رئيس وفد المفوضية الأوروبية بالمغرب سين دييول أن صدام الحضارات في الفضاء المتوسطي يبقى إلى حدود الساعة «مجرد وهم تم استغلاله من قبل البعض وطمح إليه البعض الآخر وخصوصا بعد تفجيرات الولايات المتحدة بتاريخ 11 سبتمبر/ أيلول والفظاعات التي ارتكبت في العراق في السنتين الأخيرتين».
وذكر برودي في هذه الرسالة التي تليت في جلسة افتتاح أشغال لقاءات فاس المنظمة تحت شعار «من أجل روح للعولمة» بقيام المفوضية الأوروبية العام 2002 بتشكيل «فريق حكماء» للحوار بين الشعوب والثقافات في الفضاء الأورو متوسطي.
وقال في هذا الصدد إن الحوار بين الثقافات لا يمكن أن يحظى بقيمة مضافة إلا إذا ساهم في وضع منسجم ومقبول من الجميع للأبعاد الأخرى «السياسية والاقتصادية والأمنية» وفي إقامة حوار وعلاقات بين شعوب وبلدان، موضحا أن الاتحاد الأوروبي من خلال تشجيعه لهذا الحوار يحرص على عدم التمييز بين الثقافات وعلى الحق في احترامها كلها مشيرا إلى أن هذا الحرص على المساواة بين الثقافات لا يعني فقط شركاء وجيران الاتحاد الأوروبي بالحوض المتوسطي.
وأضاف برودي في رسالته أن البعض فهم على أن التزام الاتحاد الأوروبي بالحوار «علامة ضعف أو غياب الشجاعة»، كما أوضح أن «التطورات المأسوية التي يشهدها حاليا العراق والشرق الأوسط تدل على الطبيعة العبثية والعقيمة لكل مقاربة تعتبر أن القيم تنبني على أساس موازين القوى بعيدا عن ثقافة الحوار ومعرفة الآخر.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي مقتنع باستحالة إقامة قيم مشتركة إلا من خلال الحوار معبرا عن استعداد الاتحاد «لتأكيد عزمه الأكيد في الدفاع على القيم في إطار مناهضته للإرهاب».
وخلال مداخلته أشار محمد القباج مستشار العاهل المغربي، ورئيس جمعية فاس سايس والمهرجان إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يهدف إلى بناء عالم أفضل، موضحا أن المنظمين يهدفون عبر «لقاءات فاس» إلى «إقرار التنوع الثقافي» على اعتبار أن «الحواجز الحقيقية التي تفرق الناس وتدفعهم إلى المواجهة توجد في عقولهم».
من جهته أوضح فوزي الصقلي مدير «لقاءات فاس» فيما يتعلق بالموضوع العام للمهرجان والذي أخذ منه شعارا لها «معالم النور»، أن «النور رمزيا يقبع في عقل الإنسانية ويسعى إلى الحد من غطرسة ثقافة القوة».
وأبرز الصقلي في هذا الخصوص مقاربتين اثنتين تتمثلان في «إرادة القوة» و«قوة الثقافة» مؤكدا أن العالم تخترقه حاليا معادلة تتمثل في علاقة الثقافة والقوة، متسائلا عن قدرة هذه الأخيرة على الحد من قوة الثقافة وعن قدرة الثقافة على تدبير القوة من أجل أن تصل سفينة البشرية إلى شاطئ الأمان.
بدورها شددت كاترين مارشال مستشارة رئيس البنك العالمي على الحاجة إلى التوصل إلى حل مشترك لما يقع حاليا من خلال رؤى جديدة لربط الجسور بين عوالم عالم اليوم، وتقليص الهوة بين الأغنياء والفقراء شعوبا وأفرادا.
يذكر أن «لقاءات فاس» التي تشارك فيها شخصيات من عالم السياسة والفن والثقافة وممثلين عن المجتمع المدني بالمغرب وبلدان أخرى تمثل مختلف القارات يذكر غاية 2 يونيو/ حزيران من خلال تنظيم لقاءات عدة تناقش أربعة محاور هي: من أجل ديمقراطية شاملة، الروحانيات في مواجهة مشكلات العالم، الاقتصادات المتضامنة... من أجل تغيير يومي للعالم و ثقافة السلام بالشرق الأوسط.
وبالموازاة مع ذلك تشهد فعاليات المهرجان الكثير من السهرات الفنية التي رابطها الأساس الموسيقى والأغاني الروحية الدينية التي تمثل مختلف التجمعات البشرية من ديانات سماوية إسلامية ومسيحية ويهودية وأرضية كالبوذية والهندوسية والديانات الافريقية