العدد 656 - الثلثاء 22 يونيو 2004م الموافق 04 جمادى الأولى 1425هـ

بدأ «الإصلاح» ناموا ولا تخافوا (8)

وليد نويهض walid.noueihed [at] alwasatnews.com

كاتب ومفكر عربي لبناني

مضت خمس سنوات على إقلاع طائرة الإصلاح. القبطان يشرح الخطط ويوضح البرامج. المسافرون العرب جالسون في مقاعدهم يتأففون من رحلة بدأت ولا تنتهي.

القبطان... نأتي الآن إلى بند دعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة. في هذا الجانب قررت الدول الثماني اللجوء إلى تحديد برامج الإقراض (القروض).

مسافر... قروض! القبطان... نعم، قروض ولكنها تعتمد نظام «الإقراض الموجه». مسافر... «ولكن الدول العربية ليست بحاجة إلى قروض. فهي تملك من المال العام والأموال الخاصة أكثر من 1400 مليار دولار مودعة في المصارف الأوروبية والأميركية. يكفي أن تساعدوا على إعادة نصفها وهي كافية لإحداث تنمية شاملة في المنطقة العربية لعشر سنوات وأكثر».

القبطان... الودائع العربية ليست مجالا للبحث والنقاش في كيفية الاستفادة منها. وفي كل الحالات لا تستطيع الدول الثماني المساعدة في إعادتها لأن سحبها سيؤثر سلبا على النظام المصرفي في أوروبا وأميركا. كذلك لا تعرف الدول العربية كيف تستفيد منها وتستثمرها، فالأفضل أن تبقى عندنا فنحن أدرى بها.

مسافر... «ولكنها ليست ملكا لكم. وإذا أردتم المساعدة فيجب أن نبدأ بإعادة الودائع لا بتنظيم المزيد من القروض».

القبطان... الودائع مسألة مختلفة ولا صلة لها بحديثنا عن القروض. أرجو منكم عدم الخروج على الموضوع. والموضوع هو وضع ضوابط للقروض لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتنميتها. فالدول الكبرى كلفت ألمانيا بالإشراف على هذا النظام ومتابعته في الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وتونس واليمن وفلسطين. واتفقت أيضا على تكليف الاتحاد الأوروبي بانشاء «صندوق اجتماعي للتطور في مصر». وهدف الصندوق هو فتح 25 ألف مشروع تجاري جديد يؤمن 95 ألف فرصة عمل ويساعد 2100 شخص على تحسين مدخولهم.

مسافر... «ولكن مصر يبلغ تعداد سكانها الآن أكثر من 72 مليون نسمة». القبطان... ماذا تريد أن نفعل، خففوا الانجاب. المشكلة عندكم. دعوني الآن أوضح ما تبقى من خطط تنمية في هذا المجال.

إيطاليا مثلا. مسافر يعترض على برلسكوني. القبطان... مسألة ايطاليا لن أعود اليها. وسبق أن شرحت الدوافع السياسية. فإيطاليا كلفت بتبني مشروعات صغيرة في فلسطين ومصر والجزائر وايران والأردن وتونس وباكستان. وكذلك وعدت ايطاليا بتسهيل التمويل من «الجاليات» في الخارج لمساعدة الأسر ذات الحاجة إلى المشروعات الصغيرة.

مسافر... «ماذا؟ هل تقصد أن إيطاليا تضع عقبات أمام تحويلات الجاليات العربية والمسلمة لمنع التحويلات المالية إلى أسرهم المحتاجة؟».

القبطان... «للأسف نعم. ولكن برلسكوني وعدنا بأنه سيرفع العراقيل وسيعطي أوامره بإجراء تسهيلات للتحويلات المالية إلى الأسر المحتاجة في المغرب».

مسافر... «وأين حرية السوق والاقتصاد الحر والتجارة الحرة ومنع وضع العقبات والحواجز الجمركية؟».

القبطان... هذه مسألة نظرية. أما في الواقع فهناك إجراءات عملية تراقب التحويلات لمعرفة من أين تأتي الأموال وإلى من تذهب. لا تنس المسألة الأمنية وما يتفرع عنها من إرهاب. لذلك قررت الدول الثماني اغلاق كل المشروعات الخيرية وتعطيل كل المساعدات المرسلة من الدول العربية والمسلمة. المساعدات محصورة بنا ونحن نحدد قيمتها ووسائل انفاقها. ومن يريد المساعدة يأتي الينا ولا يحق له البحث عن مصادر تمويل من جهات أخرى وخصوصا إذا كانت عربية ومسلمة.

مسافر... «وما الهدف من هذه المراقبة الدولية؟».

القبطان... الهدف هو «تحديث الخدمات المالية» وايضا دعم «الجهود لخلق نظام نزيه وآمن وفاعل». وعلى هذه القاعدة قررت «سي آيلاند» تكليف إيطاليا بملاحقة مشروعات الإصلاح الاجتماعي في فلسطين، وبريطانيا تكفلت بمراقبة الإدارة المالية في اليمن.

مسافر... وأميركا؟ القبطان... أميركا ستقوم بتدريب مراقبين مصرفيين في المغرب والاردن ومصر وستعمل ايضا على إزالة العوائق أمام الاستثمارات أو تسهيل فرص الاستثمار.

مسافر... «الاستثمارات من عندنا إلى عندكم أو من عندكم إلى عندنا»؟ القبطان... لا فرق، فنحن نعيش عصر العولمة ومن شروطها فتح الأسواق وحرية خروج الأموال إلى المكان المناسب. بورصة نيويورك مثلا.

لا تخافوا، اعتمدوا علينا وناموا

إقرأ أيضا لـ "وليد نويهض"

العدد 656 - الثلثاء 22 يونيو 2004م الموافق 04 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً