العدد 652 - الجمعة 18 يونيو 2004م الموافق 29 ربيع الثاني 1425هـ

بوش يخسر سباق الرئاسة قبل خوض المعركة الانتخابية

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

قبل أشهر معدودة من بدء سباق انتخابات الرئاسة الأميركية يبدو أن الأمر بات محسوما هذه المرة وعلى الأقل من حيث معرفة الطرف الخاسر وهو بلاشك الرئيس الحالي جورج بوش. التوصل لهذه النتيجة ليس مجرد التمني بل واقع الحال الذي يصدر من الداخل الأميركي إذ يواجه بوش انتقادات غير مسبوقة لرئيس أميركي وهو على سدة الحكم، وسبب ذلك سياسته الخارجية التي خلقت حالا من العداء للولايات المتحدة وخصوصا في العالمين العربي والإسلامي. يقول المحللون إن اختيار الرئيس الأميركي يحدده الناخبون بحسب موقفهم من سياسته الداخلية في المقام الأول وليس الخارجية، لكن الوضع هذه المرّة سيختلف بحسب تقديري لأن الأخطاء التي ارتكبتها إدارة بوش في السياسة الخارجية انعكست وتنعكس نتائجها سلبا بصورة مباشرة على الأوضاع الداخلية لأميركا، وهو الأمر الذي عبّرت عنه مجموعتان من الكوادر التنفيذية الأميركية رفيعة المستوى في السابق.

فقد أصدرت مجموعة من 26 من الدبلوماسيين والمسئولين العسكريين الأميركيين البارزين السابقين بيانا مشتركا الأسبوع الماضي أوضحوا فيه أن الرئيس بوش أضر بالأمن القومي الأميركي ويجب أن يهزم في انتخابات الرئاسة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وأدانت المجموعة التي تطلق على نفسها «دبلوماسيون وقادة عسكريون من أجل التغيير» ومن بينهم من شغل مناصب مهمة خلال عهدي الرئيسين الجمهوريين السابقين الراحل رونالد ريغان وجورج بوش الأب بوضوح سياسة بوش الخارجية وذلك طبقا لما ذكره عدد من موقعي البيان.

وقال السفير الأميركي لدى «إسرائيل» في عهد بوش الأب وأحد المنظمين الرئيسيين للجماعة وليام هاروب: «من الواضح أن البيان يدعو إلى هزيمة الإدارة الحالية».

ومن بين موقّعين البيان الذي نشر يوم الأربعاء الماضي في واشنطن 20 سفيرا أميركيا سابقا كانوا معينين من قبل رؤساء أميركيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لدى «إسرائيل» والاتحاد السوفياتي السابق والسعودية، والآخرون مسئولون بارزون بوزارة الخارجية في عهد الرؤساء جيمي كارتر وريغان وبيل كلينتون وقادة عسكريون سابقون أيضا.

وعرف عدد من أعضاء الجماعة أنفسهم بأنهم مؤيدين للمرشح الديمقراطي جون كيري، ولكن أعضاء الجماعة قالوا إن معظمهم لم يقروا أي مرشح من الحزبين.

وقالت صحيفة أميركية إنه ليس من المعتاد أن يصدر مسئولون عسكريون ودبلوماسيون على مستوى عالٍ مثل هذه الرسالة السياسية الصريحة خلال حملة سياسية لانتخابات رئاسية.

وسبق أن وجه نحو 50 دبلوماسيا أميركيا متقاعدا رسالة مماثلة إلى بوش ينتقدون فيها سياسته في الشرق الأوسط.

وقال هؤلاء إن سياسة بوش تفقد الولايات المتحدة صدقيتها وهيبتها وأصدقاءها وانتقدت الرسالة دعم واشنطن السافر لرئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، مشيرة إلى سياسة الاغتيالات الخارجة عن القانون التي ينتهجها والسور الأمني الذي تبنيه «إسرائيل» مشبهينه إياه بـ «سور برلين».

وقال دبلوماسي سابق إنه نتيجة لسياسة بوش «فإننا لم نعد نمثل الجانب الطيب بعد الآن»، وهو وصفٌ بسيطٌ في معناه عميق في مدلولاته ويوضح أن الاستخدام المفرط للقوة من دون أدنى اعتبار للشرعية الدولية والقيم الإنسانية قد يحقق نصرا في المدى القصير، لكنه يؤدي إلى هزائم وخسائر ضخمة في المدى البعيد

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 652 - الجمعة 18 يونيو 2004م الموافق 29 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً