ذكرت مصادر مطّلعة أن الحاكم المدني الأميركي بول بريمر نصح القيادات الكردية بتأجيل أية مطالبة بضم كركوك إلى المناطق الكردية الخاضعة لسلطاتهم في الوقت الحاضر، لأن ذلك ربما يفجر مشكلة كبيرة بين الاثنيات المختلفة المتصارعة في هذه المدينة. وأشارت المصادر إلى أن بريمر حذر هذه القيادات من أي تصرف يثير قلق الأوساط القومية والطائفية والدينية في كركوك، لأن ذلك ربما يمتد ليشمل مناطق أخرى من العراق، وبذلك تندلع أزمة تنعكس على قوات التحالف والحكومة المنتظر أن تتسلم السيادة في 30 يونيو/ حزيران من الإدارة المدنية الأميركية.
وقالت المصادر إن طريقة تقديم النصح التي وجهها بريمر لهذه القيادات فيها شيء من التهديد، إذ يعرف الأكراد بأن غضب الإدارة المدنية الأميركية عليهم سيؤدي إلى تقليص امتيازاتهم التي حصلوا عليها بواسطة التدخل الأميركي في العراق.
ونوهت المصادر بأن القيادات الكردية استجابت لنصيحة بريمر، ولكنها ذكرت أن مطالبتها بضم كركوك إلى إقليم كردستان مسألة مفروغ منها وسوف لن تتراجع عن ذلك في أية فرصة تسمح بدراسة الموضوع من جديد. وكانت القوات الأميركية احتلت منابع النفط في هذه المدينة منذ الأيام الأولى من اندلاع الحرب وإزاحة نظام صدام حسين، ووضعت في الثالث عشر من ابريل/ نيسان 2003 - أي بعد ثلاثة أيام من سقوط بغداد - قوات من المارينز حول آبار النفط والأنابيب التي تتفرع عنها باتجاه الموانئ التركية.
وكركوك التي تبعد نحو 255 كم شمال العاصمة بغداد تتقاذفها الصراعات العرقية والطائفية في الوقت الحاضر، ما يثير قلق جميع العراقيين من احتمال اندلاع صدامات قد تجر إلى حرب أهلية بين المكونات الثلاثة (العرب والأكراد والتركمان)، بسبب ادعاء كل طرف من هذه الأطراف بأحقية إشرافه على المدينة، فالعرب يقولون إنها مدينة للموزائيك العراقي ويجب أن تكون تابعة للعاصمة المركزية وكذلك التركمان والمسيحيين، ولكن الأكراد وحدهم من يرفض ذلك ويصرون على اندماجها بإقليم كردستان
العدد 643 - الأربعاء 09 يونيو 2004م الموافق 20 ربيع الثاني 1425هـ