العدد 642 - الثلثاء 08 يونيو 2004م الموافق 19 ربيع الثاني 1425هـ

فندق المربعين

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

اليوم الأربعاء وقد مضى عليّ في مصحة تنزيل الوزن في بلاد التشيك 10 أيام كاملة وشكلي بدا وكأنه انكمش قليلا... والمصحة هي عبارة عن فندق مكون من 15 طابقا سكنيا و3 طوابق للعلاج والدكاترة وطابق للإدارة، أما الدور الأرضي فهو عبارة عن قاعة كبيرة مفروشة بالسجاد الأحمر وفيها أكثر من خمسمئة كرسي أحمر مختلفين بثلاثة أنواع... نوع ارتفاع ظهره 4 أقدام ولا يمكن للآتي من الخلف أن يرى الجالس عليه، ونوع ارتفاع ظهره 6 بوصات فقط لا أعلم لماذا، ونوع صغير ومنخفض وإذا جلست عليه وتريد النهوض تحتاج إلى رجلين قويين يمسكان بيديك حتى تقف، ولكن العامل المشترك بينها هو اللون الأحمر وكل شيء في القاعة لونه أحمر فاقع ولون الفندق من الخارج بني، يعني كأنك تنظر إلى وجه هندي يأكل البان، فمه من الداخل أحمر فاقع ووجهه بني... وهذا الفندق كان معقل الشيوعيين قبل انهيارهم ومازالت تملكه الحكومة، لذلك فإن المراقبة المالية شبه معدومة وجميع الموظفين يسرقون... والذي يعمل في المقهى يجلب أغراضه الخاصة ويبيعها والأغراض التابعة لإدارة الفندق تبقى في الثلاجة لعدة شهور لا تتحرك والحساب من دون فواتير... والفندق به مطعم ضخم ويعمل فيه عدد كبير من النساء العجائز اللائي يتمتعن برائحة نفاذة لا تشمها حتى في جثث الحيوانات المعفنة وهن من أساسيات البرنامج الموضوع لتنزيل الوزن، فعند وقت الوجبة يجلس النزيل على الطاولة وتأتيه العجوز بالأكل ونصف أصابعها الوسخة في الصحن وتميل عليه قليلا لتضع الأكل على الطاولة فيشم مسيل الدموع الصادر بكثافة من جسمها وينظر إلى وجهها المعبس مع أنفها الكبير المعوج بشدة إلى جهة اليمين فتعاف نفسه الأكل ويهرب... هذه هي طريقة الرجيم المطبقة هنا وهي سهلة وخفيفة... والمشكلة أن الرائحة النفاذة تشمها هنا في جميع أهل البلد رجالا ونساء كبارا وصغارا وعندما تسير في الشارع وترى الشابات الجميلات مقبلات... عليك أن تسرع وتخرج منديل الكلونيا المجهز سابقا وتضعه على أنفك وفمك وحتى أذنيك لأن رائحتهن قوية إلى درجة أنها تدخل من أي مكان... فالشابات التشيكيات في الجمال ملكات الغزلان وفي الرائحة ملكات الفئران... ويوجد في الفندق المصحة الكثير من الاخوان والأخوات الخليجيين المربعين الذين لا تفرق بين طولهم وعرضهم... القياس نفسه... والغالبية هم شباب بين الثلاثين والأربعين من الجنسين أوزانهم تبدأ من الثلاثمئة كيلوغرام فما فوق والواحد منهم عندما يمشي يفرد يديه (جناحيه) كأنه طائر البطريق... أنا ساكن في الطابق الثالث عشر وهناك امرأة تسكن في الدور الأعلى (لا أعلم إن كانت تحسب من الجنس الناعم) وهي عندما تدخل المصعد تملأه لوحدها ولا يسع لأحد غيرها مع أنه مكتوب أن المصعد مخصص لعشرة أفراد... ومنذ يومين كنت أريد النزول لوجبة الإفطار فضغطت لأطلب المصعد ولما وصل وانفتح الباب وجدتها بداخله تقول اتفضل فدقت موسيقى الرعب في قلبي ورفضت وتعذرت بأن المكان لا يسع ولكنها لملمت نفسها والتصقت بجدار المصعد وقالت اتفضل فيه مكان فدخلت وأنا أرتجف وانغلق الباب وهوى بنا المصعد من ثقلها بسرعة الصاروخ ووصلنا إلى الدور الأرضي في أقل من ثانيتين وعندما انفتح الباب خرجت وأنا أرتجف ووجهي أصفر واللعاب يتساقط من فمي وحلفت أنها نوبة وتوبة

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 642 - الثلثاء 08 يونيو 2004م الموافق 19 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً