إن تعيين رئيس جديد لمجلس الأوقاف السنية يعتبر خطوة موفقة، إذ جاء بالرجل المناسب في المكان المناسب، لأن هذا الرجل معروف بنزاهته ونظافة يده وحبه للعمل... ولكن لابد أن تكون لنا وقفة صريحة مع ما يجري حاليا في الأوقاف السنية ونقدم إليها النصيحة... فالرئيس الجديد إذا كان يريد أن يعمل الصحيح لابد وأن يطور... والتطوير يعني، تغيير جميع أو غالبية أعضاء مجلس الإدارة القديمين، لأن أسلوب عملهم القديم والمعقد لا يتماشى ومتطلبات الاحتياجات الحديثة للمرحلة المقبلة... ويفترض أن يكون أعضاء مجلس الإدارة من الشباب الذين يمتلكون شهادات عالية وخبرة وحيوية ويتمتعون بعقلية استثمارية متطورة... لأن الجمود في أملاك الوقف يعني الجمود في أسعارها وبالتالي لن تكفي لأن تفي بالغرض المطلوب منها مستقبلا... هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فمن المفروض إعطاء اللجان فرصة للعمل لأن الاجتماعات المتكررة والكثيرة الأوراق والكلام فقط لا يمكن أن تؤدي إلى أية نتيجة ملموسة أو منظورة... إنها كلام فقط وشرب شاي وقهوة وكتابة محاضر من دون إنتاج أو تطوير في الإنتاج... أعضاء اللجان التابعة لمجلس الأوقاف السنية أناس متطوعون يعملون لوجه الله جاءوا حتى يعملوا الخير ويخدموا من دون مقابل، وغالبيتهم رجال أعمال تركوا مكاتبهم الخاصة في سبيل عمل الخير وليس في سبيل الاجتماعات فقط لأنها مضيعة للوقت... ولابد أن يهيئ رئيس مجلس الإدارة جو العمل المناسب لجميع اللجان ويثق فيها ويعطيها الكثير من الصلاحيات حتى تتمكن من عمل ماهو مطلوب منها، هذا إذا أراد هو النجاح. أما بالطريقة الحالية فهذا أمر صعب لأنها مجمدة وغير قادرة على العمل بسبب عدم ثقة الرئيس فيهم وترأسه لجميع اللجان لذلك باتت مشلولة... من المعروف أن رئاسة الأوقاف السنية هي عمل تطوعي ولكنها تحتاج إلى وقت وجهد والرئيس الحالي لديه وظيفة حكومية مهمة، فهو الرجل الثاني في المؤسسة العامة للشباب والرياضة التي تخدم قطاع كل الشباب في المملكة، وهذه أيضا تحتاج إلى وقت وجهد مضاعف الله يعينه عليها... لذلك نحن نقدم النصيحة الواجبة التي من شأنها أن تجعله ناجحا في كلا الواجبين إن شاء الله وهي عدم المركزية في شئون اللجان العاملة في الأوقاف، وإعطاؤهم حرية العمل مع واجب المراقبة والنصح حتى تتوافر له الطاقة اللازمة لإنجاز عمله الرئيسي ثم عليه أن يستبدل العقول الاستثمارية القديمة و«المصدية» بعقول شبابية جديدة ومتطورة... وبودنا أن يعلم رئيس مجلس إدارة الأوقاف السنية أننا نوده ونحترمه ونريد له الصحة والعافية دائما ونجاحه في مهمته نجاح لنا، وفشله - لا قدر الله - فشل لنا، لأنه مسئول عن أموال عامة هي أمواله وأموالنا وأموال جميع المسلمين والفقراء المحتاجين
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 640 - الأحد 06 يونيو 2004م الموافق 17 ربيع الثاني 1425هـ