استلم مرزوق الرسالة التالية من أحد المواطنين:

وأخيرا ابتسم الحظ وحصلت على فرصة العمر... وظيفة براتب 300 دينار (من دون واسطة) وقد كنت ولزمن طويل أعتقد أني من دون حظ ولكن عندما تم قبولي في هذه الوظيفة أدركت أني كنت مخطئا. ولكني لم ألبث وعدت إلى اعتقادي القديم، وفي هذه المرة بسبب يدعو إلى الحزن أكثر فأكثر، إذ أنني شاب في مقتبل حياتي وحالتي الاقتصادية شبه معدمة ولا أملك حتى رخصة قيادة فضلا عن السيارة نفسها.

اعتمدت على نفسي وقررت أن أصبح انسانا عصاميا وعندما انضممت إلى «...» وراجعتهم كي استطيع استخدام مواصلات الموظفين فوجئت بالرد الشنيع وهو أني غير مسموح لي باستخدامها لأني بحريني، كذبت أذني وقلت مصححا للموظف المسئول «قصدك لأني مو بحريني؟ لا أخوي أنا بحريني حتى النخاع وأصلا جواز سفري ما فيه ختم أي دولة غير البحرين لأني ما عندي فلوس أسافر».

رد عليّ «لا أخوي أنت ما سمعت زين هذي المواصلات يمكن لأي شخص يعمل في «...» أن يستخدمها بشرط واحد وهو أن يكون غير بحريني!!!» واستطرد قائلا «لكننا غير عنصريين فإذا كان الباص يمر على منطقتك لأن فيها عاملا غير بحريني سنسمح لك بأن تركبه».

قلت لنفسي «بعد هذا اللي ناقص، أتريد الباص ان يقف أمام بيتي وتمنعني من استخدامه!!! عجبي» إلا أنني رددت عليه: «ولكن يا أخي يوجد ستة أشخاص من منطقتنا يعملون في «...» أليس من حقنا أن نستخدم مواصلات العمل؟» رد: «لكنكم كلكم بحرينيون!!!».

ورجعت أدراجي خائبا وأنا أضرب أخماسا في أسداس. فكم من الوقت والمال سأحتاج لأمتلك السيارة ومن ثم اقترن ببنت الحلال وكم سيتبقى من الراتب بعد ان نقطع منه إيجار الشقة ومصاريف الأولاد و... و... و... وفوجئت بزملائي في العمل (غير البحرينيين) يتكلمون عن مصاريف أولادهم التي يتكفل بها عملنا، والأدهى والأمر أن سكنهم يؤمَّن لهم من قبل العمل أيضا علما بأن أحدهم يسكن في شقة بإيجار شهري قدره 170 دينارا!!! وأنا الفقير المسكين أسكن في فيلا (كما هو مكتوب في بطاقتي الشخصية) من حجرتين جميع الاستعمالات مع العلم بأن حال هاتين الغرفتين لا يمكن وصفه إلا بأن نقطة المطر في فصل الشتاء تسقط من الغيمة مباشرة إلى أرضيتهما.

مرزوق قرأ الرسالة وقرر دعوة المرسل الى جميع الاجتماعات المقبلة لاستلام موقع قيادي في الجمعية ومن أجل وضع خطة عمل مشتركة. إذ مازال أعضاء الجمعية مختلفين في مسألة تسجيل الجمعية لدى وزارة العمل ثم مباشرة الأمور الأخرى، أو أن نباشر أعمالنا من دون الحاجة للتسجيل، لأننا لا برج لنا. مرحبا بك في الصفوف القيادية.

على اي حال محنتك تؤهلك الى لعب دور رئيسي في المشاركة في اشهار «جمعية من لابرج لهم» لكي نبدأ التحرك على المستوى العام ونطالب بحقوقنا ونضع حدا لحالة الغربة في الوطن، وهي أشد انواع الغربة