الوزير الجديد للداخلية، الشيخ راشد بن عبدالله بن أحمد آل خليفة، سليل العائلة الحاكمة الكريمة، والذي تربى في كنف مؤسسة عسكرية قائدها الملك حمد بن عيسى، واختياره من جلالة الملك لم يكن اعتباطا، فالفريق راشد معروف عنه احترافيته العالية في المجال العسكري، وهو رجل يطبق القانون على نفسه قبل غيره، وما ينتظره أهل البحرين منه وهو في منصبه الجديد، الكثير والكثير، ولا أريد تكرار ما طالب به الزملاء «غسان الشهابي، الشيخ سلمان بن صقر، السيدضياء وعبدالرحمن خليفة» في شأن توظيف البحرينيين في سلك الأمن. والمناشدة هنا، هي من باب التأكيد ليس إلاّ، ومن باب الاسترسال المفيد في شأن توظيف شباب البحرين.
إن حماية الوطن والمحافظة على مكتسباته لا تأتي من الأجنبي مهما كان ولاؤه، فهو في نهاية الأمر مرتزق، وليست هناك سبة في لفظة الارتزاق هذه أبدا، فأي إنسان يحصل على وظيفة ذات دخل مرتفع وفي أي بلد، سيذهب إليها، مع الأخذ في الاعتبار المزايا المقدمة إلى هؤلاء، وأولوياتهم التي في نهاية الأمر لا تعدو جمع المال، وليست الإشكالية في ذلك، بل في من كان - وقد يكون مازال - يستجلب هؤلاء الأجانب لحماية أمننا ومقدرات شعبنا.
والفريق راشد ليس خافيا عليه الفساد بجوانبه المختلفة، وبالتالي لا يحتاج إلى وقت طويل حتى يجتث جذور هذا الفساد وأركانه، سواء كان هذا الفساد في مدير إدارة أو غيره...، ولا يخفى عليه أيضا، ما تمور به الساحة المحلية من بطالة مستشرية في صفوف شباب البحرين، وقد عمل راشد بن عبدالله مع الكثير من أبناء القرى حينما كان في الدروع الملكية، وبالتالي فإنه لا غيره، الأعلم بولاء هؤلاء وغيرتهم وتلبيتهم لنداء الواجب، سواء في العام 86 أو 89 أو90 أو91 أو غيرها من محطات سجلت فيها مواقف هؤلاء بأحرف من نور مواقفهم مع النظام السياسي الحاكم.
وعلى ذلك، فأمام الوزير راشد ثلاث مهمات، لكل واحدةٍ منها شأن كبير ومؤثر على الساحة المحلية، الأولى: مسايرة الانفتاح السياسي والمشروع الإصلاحي لجلالة الملك، وبالتالي العمل على خلق جهاز يتعامل مع الناس على أنهم بشر، وعمل مراسم جنائزية وتوديع نهائي للكرباج.
المهمة الثانية: أن يعمل الفريق راشد شخصيا، وبما عُرف عنه، على اجتثاث بؤر الفساد، إذ البحرين كلها تعلم بهذا الفساد، سواء الإداري أو الأخلاقي، سواء ما رشح عن المخالفات في شأن التجنيس، أو تلك التي يقبض أصحابها الخمسمئة دينار على كل رأسٍ يُجلب إلى البحرين، وكذلك مسألة تنقلات الرتب، وإحالة الكفاءات إلى المراكز المتأخرة، وتهميشها وعزلها عن مراكز القرار في الوزارة، تلك من الأمور التي تحتاج إلى إعادة نظر، ووضع حلول سريعة للعمل على الاستفادة من الخبرات والكفاءات الوطنية.المهمة الثالثة: أن يعمل راشد بن عبدالله، بفكره وشوريته المعروفة، واستقطابه للخبرات والكفاءات والمبدعين، على المساهمة في توظيف الآلاف من أبناء الوطن في سلك الأمن العام، وبالتالي، يضرب أكثر من عصفورين بحجر واحد، فمن جانب المساهمة في حلحلة مشكلة البطالة، ومن جانب آخر تعزيز قيم المواطنة لدى هؤلاء الشباب من خلال انتمائهم للمؤسسة الأمنية، إذ إن أمن الوطن مهمة أبنائه، ومن جانب آخر تعزيز خطوات الانفتاح السياسي وتجسيد مبدأ المواطنة الحقة لدى المواطنين جميعا.
هذه أماني وخواطر اقتنصتها من ألسن الكثير من أبناء الوطن، سنة وشيعة، انقلها كما هي، ومباشرة للفريق راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية الجديد، العسكري المخضرم، وكما قالوا: الأمل عليكم معقود يا راشد
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 636 - الأربعاء 02 يونيو 2004م الموافق 13 ربيع الثاني 1425هـ