العدد 633 - الأحد 30 مايو 2004م الموافق 10 ربيع الثاني 1425هـ

صباح الخير أيتها الديمقراطية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

صحيح أن الإصلاح في البحرين بدأ متلكئا، وهناك من المنتفعين من العهد السابق من لايزال يلقي الحجارة أمام العربة، ولكن غيابنا له دور كبير في ضياع جزء من حقوقنا. ما أتمناه من الفاعلين في المجتمع ان يعملوا للوصول إلى جميع المواقع، وان يكون لهم حضور في كل مكان... في الصحافة، في النقابات، في غرفة تجارة وصناعة البحرين، في الوزارات، في الإعلام، في المشروعات الاقتصادية، في المؤتمرات التي تعقد في المملكة، في المصارف بل حتى في البرلمان... البعض يقول: ليس بإمكاننا فهناك أسوار حديد مقفلة. اقول: وان كانت هناك أسوار ولكن بذكائك ووعيك وعملك تستطيع ان تصل. لك الحق في ان تمتلك رؤى نقدية ولكن ابتعادك يجعل الآخرين هم اللاعبون، والنتيجة تكون الكأس التي لاتملأ بثاني اكسيد الكربون يُملأ بـ H2S وبالتالي تزكم كل الانوف.

سأضرب مثالا بغرفة تجارة وصناعة البحرين... لماذا بقيت سنين خارجة عن لعبة التوازنات ومشطوبة من القائمة على رغم أهميتها... الإصلاحيون في المجتمع البحريني - وأريد بالإصلاحيين المعنى العام والخاص - اين هم؟ اين هم التجار وخصوصا الصغار انهم يمثلون 12 ألف صوت... أي بإمكانهم ان يحققوا توازنا في أية انتخابات... لماذا لا يدخلون هذه القلعة التجارية، ويعرفون كل مفاصلها، كل اخبارها، ما بها من معلومات؟ هذه القلعة هي موقع للقاء التجار الإقليميين والعالميين... فلماذا تهمل؟ انا ادعو التجار وخصوصا الصغار منهم وبالاخص الموضوعيين والمتوازنين ان يكتّلوا أنفسهم من الآن للحصول على جزء من كعكة هذه المؤسسة حتى يدافعوا عن حقوقهم. من يسأل الآن عن التجار المتضررين في سوق المنامة وقد غُزوا من قبل الآسيويين في القماش وبيع الذهب و... إلخ، يجب أن يكون لهؤلاء حضور. قبل أسبوع جلست مع نقابة الغرفة، وطالبتها بمعلومات عن الكادر الوظيفي للموظفين وكذلك عن مدى دفاع النقابة عن الموظفين وهل هي تعمل كنقابة أو كعلاقات عامة؟

طبعا الوقت لم يسع للاجابة عن هذا السؤال وكان هناك اتفاق مبدئي على التواصل مع الغرفة وخصوصا في ظل حركة الإصلاح التي يستشرف لها الجميع في الغرفة. والأمل يراود الجميع بأن يكون المدير العام القادم للغرفة شابا إصلاحيا يستطيع استيعاب الاحتقان المتكدس في قلوب المتضررين من التجار. وان ما حدث في اجتماع الخميس الماضي من مداخلات ونقد واسع لأداء بعض الإداريين يدل على مطالب الإصلاح. ما أتمناه من الفاعلين في المجتمع البحريني أن يكون لهم حضور في كل مكان، وان يدفعوا باتجاه تصحيح كل المؤسسات إذ إن غيابهم سيجعل المصائب تزداد، وستُملأ هذه الأماكن ببعض من لا يحسن حتى فك الخط. ليس من الضروري ان تنزل كل المعارضة ولكن بإمكانها ان تضع بعض البيض على أقل التقادير، وتعمل في الداخل والخارج، وان تمارس لعبة توثيق الحقائق والمخالفات... ماذا لو تسلم هؤلاء الملفات الكبيرة؟ أنا على يقين ان هناك بعض المتنفذين وبعض المتمصلحين من عدم كشف المستور يتمنون عدم وصول الفاعلين في المجتمع لأي موقع. اللعبة لعبة حقائق فلنتخذ من قضية سجن أبوغريب مثالا فوثائق الصور قلبت المعادلة، دعونا نوثق الحقائق حتى بالنسبة إلى موضوع التقاعد. من قال إن ملف التقاعد قد انتهى، لا، لم ينته ومازال هناك نَفَس للمواصلة، وغدا يكشف أمر كان مستورا، لعل البعض يقول: لماذا الالحاح على إدخال الفاعلين في اللعبة؟ والجواب: لإيماننا بان في المجتمع شخصيات مخلصة ووطنية إذا آمنت بملف تتحرك له بعيدا عن التسييس، فحضورهم لاشك يعطي قوة للملف بدلا من أن يميّع كما مُيّع ملف التأمينات والتقاعد وملف التجنيس.

إشارات

- هذه هي الديمقراطية، وزير المالية يخرج بريئا والنائب عبدالنبي يحال إلى التحقيق (عاشت الديمقراطية).

- هناك عملية افتعال واضحة لملاحقة بعض النواب في قضية التجنيس، والهدف منها اضعافهم. كلنا يعلم ان النواب الذين رفضوا التجنيس رفضوا التجنيس غير القانوني، ولا داعي لافتعال المعارك المخزية والشكوى في المحاكم، وأتمنى ان يصل الأمر للمحاكم وان تتحول القضية إلى قضية عامة ليتسع الفتق على الراقع ويكشف المستور، فملف التجنيس فيه خروقات كثيرة ولا داعي للفضائح فلن نقبل بالتفرد بهؤلاء النواب. أما التحقيق مع عبدالنبي سلمان فهي محاولة للجم الأصوات الإصلاحية وهي بمثابة رصاصة الرحمة التي بقيت في شعبية بعض النواب مع قواعدهم. والجدل الدائر في أوساط المجتمع بأن الكثيرين بدلوا آراءهم في انتخابهم لبعض النواب الذين قدموا كل دعمهم لوزير المالية وملف التجنيس... والانتخابات المقبلة هي الفاصل

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 633 - الأحد 30 مايو 2004م الموافق 10 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً