العدد 627 - الإثنين 24 مايو 2004م الموافق 04 ربيع الثاني 1425هـ

رحم الله صابر فقد كان ذا قضية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

حتى تكون صريحا لابد أن تقول ما في قلبك... أصبحت لا أعوِّل كثيرا على نواب البرلمان، إذ أصبحت القضايا الوطنية وسائل للإثارة والـ «برستيج» فقط وكانت النهاية «الخدمات: لا إدانة لوزير المالية...» لم أتعجب فقد كانت النهاية متوقعة وخصوصا أن الكثير من النواب حتى بعض الطرزانيين إعلاميا تحولت جلودهم بين ليلة وضحاها إلى جلود أنعم حتى من الحرير وأصبحت الخطب الرنانة مستهلكة تجد قيمتها هابطة حتى في أسواق يوم الاثنين والأحرى بها أن تباع في السوق الشعبية كل يوم خميس وجمعة، ذلك لأننا تعشمنا خيرا لكننا خدعنا بتلك الطرزانيات، وقد تسربت أخبار بأن البطولات التي كانت تظهر في الصحافة تخالف كثيرا ما كان يجري داخل الغرف الضيقة إذ البعض من هؤلاء، ليسوا واحدا ولا اثنين ولا ثلاثة، يتمسحون ببعض الوزراء ولا يستطيع المرء أن يقول إلا «ضاعت فلوسك يا صابر»، وعلى حد قول المثل البحريني «كل ما شفت قبّة قلت تحتها ضريح». هذه هي الحقيقة، النواب لعبوها إعلاما فقط والدليل انهم إلى الآن لم يحققوا شيئا واحدا للناس على مستوى القضايا الكبيرة وهذا ما كنا نخشاه وبعض هؤلاء يلعبون في ملعب الصحافة لكن على الأرض لا ترى شيئا أبدا اللهم إلا قلة وفي القلة استثناء أيضا وأتمنى ألا أدخل في التفاصيل لأن الشيطان يكمن في التفاصيل، كما يقال. نتمنى من الدولة أن تعطي البرلمان صلاحيات أكبر ليتم تغيير الوجوه البرلمانية التي أصبحت علاقتها مع الرسميين أفضل حالا من علاقتها مع المواطنين ويجب على المعارضة أن تلعبها صح، فالملفات تكدست والمؤسسات مازالت تشحن بطريقة خالية من الوطنية ولا يستطيع حلها حتى مانديلا عندما كان في جنوب افريقيا يعمل على ترسيخ وطنية قائمة على التكافؤ... الغريب في الأمر أن هناك كثيرا من المشكلات تحتاج إلى حل ومازال البرلمان مكانك سر لا يسمع، لا يرى، لا يتكلم... ما زاد في ضعف البرلمان ليس ضعف صلاحياته ولائحته المهترئة كقلب صناعي لعجوز يعمل على بطارية تقليدية بل الأزمة الكبرى أيضا في كثير من نوابه والأدهى والأمر أن بعض هؤلاء يمارس خطابين؛ خطابا معلنا بشكل معين وخطابا داخل الغرف بشكل مختلف تماما وهنا تكون الصدمة، هنا تكون المصيبة. لهذا نقول: أين هم النواب من القضايا المهمة؟. إذا استمر البرلمان على حاله من دون أن ينجح قضايا مصيرية تمس الناس فإن الناس لن يعولوا على هؤلاء النواب أبدا. الفقاقيع الانفعالية لا يمكن أن تدفع باتجاه تصحيح وضع الناس، والدليل ما نشهده على الأرض وأكبر مصيبة عندما يصبح الضمير السياسي حمّال أوجه وإن كانت متباينة... الخطاب يجب أن يكون واضحا ومكشوفا كراحة اليد وألا يكون ذا خطابين... البعض يقول: لن يرضى عنك أحد... أقول: وإن لم يرض أحد. الإنسان المنصف والموضوعي لا يمكن أن يرضي الجميع. يقول أحد الأدباء العرب: «عندما أكتب لا أحاول أن أسترضي أحدا... لا أستطيع أن أرضي الجميع ونحن فينا السلفي والمتدين والرجعي والشعوبي والعلماني والمتمصلح و... نعم ستلقى عليك الحجارة إن لم يكن من هذا فمن ذاك وهكذا... فلو انني حاولت أن أُداري كل هؤلاء لما رماني أحد بحجر ولكنني أعود فأكتشف أن الذي كونني في النهاية هو هذه الحجارة فهي ضربت نحوي إلى أن جعلت مني تمثالا».

لا أريد أن أبالغ في حجم الشكاوى والمكالمات والإيميلات التي تصلني يوميا من المجتمع... هذا المجتمع البحريني النابض... تريد أن أسلط الضوء عليها عبر هذه المساحة ولكني لا أستطيع أن أتطرق إليها كلها في زمن محدود مليء بالتراكمات والمشكلات المفاجئة كما ألتمس العذر من بعض المواطنين ممن لم أستطع إلى الآن التحدث عن مشكلاتهم وذلك لعدة أمور وهي: الوقت، كثرة المشكلات وأمور أخرى.

مشكلات الأسبوع: هذه مشكلات تلقيتها خلال أسبوع فقط سأتطرق إليها تفصيليّا قريبا.

1- بعض ممن تم الإفراج عنهم أخيرا على خلفية العريضة ذهبوا إلى العمل فتفاجأوا بتردد الوزارة في إرجاعهم والنيابة ذيلت أوراقا أعطتهم إياها كتب فيها «مازالت القضية رهن التصرف»... كلمة عائمة ربما تسبب لهم إرباكات على مستوى العمل وربما تأتي قضية الخروج والدخول من مداخل المملكة أو في السفر أو... حدث ذلك للمواطن صادق الغواص «حارس» في وزارة التربية عندما ذهب إلى العمل.

2- قضية مواطنين يزيد عددهم على 28 مواطنا حجزت «مراكب الصيد» «بوانيشهم» في قطر وإلى الآن الملف معلق منذ 4 أشهر وأرزاق هؤلاء مقطعة وأصبحوا كرة تتلاقفهم الوزارات والإدارات وأقوال المسئولين. التقيتهم ولا أخفيكم أن حالهم يكسر القلب سأتكلم عنهم تفصيليا.

3- هناك ارباك إداري في غرفة تجارة وصناعة البحرين، فالغرفة بحاجة إلى مدير عام قوي محل قبول الجميع وهناك أخبار مسربة بأن المدير العام الجديد سيكون شابا إصلاحيا يحمل هموم المشروع الإصلاحي.

4- الإعلام وتلفزيون البحرين مازالا على ما هما عليه وأتمنى من الوزارة أن تطرح استبانة للجمهور البحريني لتعرف ما لها وما عليها.

5- قصة مواطن يدعى محمد جعفر حسين قدم أوراقه إلى وزارة الكهرباء وتم اختياره للوظيفة ثم ألغيت، سنتكلم عن الموضوع.

6- هناك عقود وقعت مع 17 مواطنة مغربية لطيران الخليج لوظيفة مضيفات

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 627 - الإثنين 24 مايو 2004م الموافق 04 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً