إذا كنت لاعب غولف من الدرجة الممتازة ومعروفا في داخل وخارج البحرين فأنت أكيد من الرفاع الشرقي... وإذا كنت من اللحامين الممتازين المعروفين داخل وخارج البحرين فأنت أكيد من الرفاع الشرقي... وإذا كنت شجاعا وجريئا جدا في قول الحق فأنت أكيد من الرفاع الشرقي... هذه المدينة التي كانت جميلة جدا وبها مركز الحكم وتقع فيها قلعة حاكم البحرين جدي المغفور له الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح (طيب الله ثراه)... ويقع قريبا من القلعة «جبل لبنان» كما يطلقون عليه نظرا لارتفاعه الكبير عن حوض الحنينية مع هوائه العليل... في بداية السبعينات ولما كنت عسكريا كنت أعمل في المعسكر الواقع في الرفاع الشرقي، وقد كان يسمى قديما «هنديكب» وبعض الناس يسمونه بالخطأ «هندكامب»، ويعتقدون أن التسمية جاءت بسبب أن بابكو قد بنت هذا المعسكر لسكن العمال القادمين من الهند وأطلقت عليه معسكر الهنود وباللغة الإنجليزية «هندكامب»... ولكن هذا خطأ والصحيح أن اسم المعسكر قديما كان «هنديكب» وهي تعني باللغة العربية نقاط التكافؤ والتي تستخدم عادة في لعبة الغولف... لقد كان كبار الموظفين البريطانيين الذين يعملون في بابكو يعشقون لعبة الغولف فأنشأوا لهم ملعبا للغولف بالقرب من مدينة العوالي وباتجاه الرفاع الشرقي، وكان أبناء المنطقة يذهبون إلى الملعب للفرجة أحيانا وفي أحيان أخرى يساعدون اللاعبين الإنجليز الأرستقراطيين في حمل حقيبة المضارب... فعشقوا هذه اللعبة وبدأوا يمارسونها مع اللاعب الانجليزي... يسمونه «صاحب» إذا كان وحيدا للتدرب معه وبمضاريبه... وعندما كانوا يشاركون في الدورات الأسبوعية التي تقام في ذلك الوقت كانوا يحصلون على نقاط تكافؤ عالية «هنديكب» نظرا إلى كونهم مبتدئين قياسا باللاعبين الأجانب... ولذلك أصبح يطلق عليهم هنديكب ومع الوقت أطلق على المنطقة التي يأتون إليها هنديكب، وأطلقوا على المعسكر الذي يقع في هذه المنطقة هنديكب... ليكون صدقتوا؟

في الواقع إن رجالات وأبناء الرفاع الشرقي هم رجال أقوياء وأشداء... مواطنون أصليون مخلصون... تجدهم عند المحن... وينشد بهم الظهر... عائلات أصيلة... ولا يمكن أن نتركهم هكذا من دون تطوير لوضعهم... المدينة تحتاج إلى تطوير وتحديث، والشوارع تحتاج إلى تجديد، والفقراء المساكين القاطنون في منطقة جبل لبنان معدومون ويحتاجون إلى إسكان... إسكان حقيقي لأهل الرفاع الشرقي الأصليين وليس مثل منطقة الإسكان التي عملت في مطلع الثمانينات وجلبت آخرين من مناطق أخرى دخلاء ويُحسبون على أهل الرفاع الشرقي الكرام... فهذا الرجل الذي ذهب إلى برادات مكة وهو لابس إحرام هو ليس من الرفاع الشرقي بل إنه دخيل... وحتى الغني الذي يعمل في طيران الخليج ووضع رايبون على زجاج الطائرة وكتب عليها المجروح هو ليس من الرفاع الشرقي... والذي ذهب إلى فرع للمصرف هناك وسألته الموظفة ماذا تريد يالحجي فقال لها أنا حتى الآن لم أذهب إلى الحج بل ذهبت عمرة وممكن تناديني يا عمري... هؤلاء أيضا ليسوا من الرفاع الشرقي... هم دخلاء من أماكن أخرى في البحرين... لأن أهل المنطقة معروفون بالذكاء والطيبة والتقدم والرقي... حتى أسماؤهم «النك نيم» مقتبسة من الأسماء الأجنبية فتجدها «جون وجيمي وبراون وروبرت»... أتذكر عندما كنت عسكريا وفي منتصف الثمانينات كان لدي جندي من الرفاع الشرقي ويلعب في فريق للمنطقة اسمه فريق النهضة وهو كان لاعب خط وسط ماهرا جدا ويلقب باسم مارادونا النهضة... وفي أحد الأيام وأثناء التدريبات الرياضية انفرد بي جانبا وكلمني بكل أدب واحترام وخجل أيضا وقال إن لديه شكوى ضد اثنين من الضباط لأنهما يطلقان عليه اسم جون دائما أمام الجنود الآخرين وهذا يسبب له جرحا كبيرا... فسألته عن اسمه «النك نيم» فقال آنا اسمي بيتر وكل الناس في الرفاع الشرقي تعرف أن اسمي بيتر وليس جون