سمع مرزوق أن محرر زاوية «بورتريه» قد أدرج تعريفا بشخصية رئيسة الوزراء البريطانية السابقة بمناسبة اليوبيل الفضي لتوليها منصب أول رئيسة وزراء بريطانية قبل 25 عاما. وبعد الحديث معه، فهم أن واحدة من أفكار ثاتشر هي أن تتعامل الحكومة مع المواطن كما تتعامل شركة خدمات مع زبائنها. الفكرة لم تدخل في رأس مرزوق فتحاور مع أحد أصحابه.
مرزوق: ما رأيك في فكرة أن تتعامل الحكومة مع المواطن كما تتعامل شركة مع زبونها؟
صديق مرزوق: والله فكرة زينة، واحنا عندنا مطبقة من زمان وقبل أن تقولها أو تطبقها ثاتشر.
مرزوق: اشلون؟ يعني احنا أصحاب الفكرة وما ندري؟
صديق مرزوق: «الزبن» من الحاجة، والزبون هو الذي يسعى إلى الحصول على حاجته، وبالتالي فإن من يستطيع ارضاء الزبون تزداد قوته الاقتصادية، لأن الزبون في هذا العصر عنده خيارات وعنده أموال وسيذهب لمن يعطيه أفضل خدمة.
مرزوق: بس الفقير الذي ليس لديه مال كثير ولا يستطيع أن يتخير كثيرا، أليس بمواطن أيضا؟
صديق مرزوق: والله الفقير من الاساس ليس معترفا به، فلن يزعل إذا لم يستطع ألا يكون زبونا او مواطنا.
مرزوق: ولكن هذا غير انساني.
صديق مرزوق: شوف، ثاتشر أرادت أن يكون لنظامها «زبائن»، ونحن في البلاد العربية سعى البعض إلى أن يكون لنظامهم «زبانية»، وزبائن تحاكي زبانية...
مرزوق: بس زبانية شيء كلش مو زين، وهي تعني الاتباع الذين ينفذون كل ما يطلب منهم لأنهم عبيد لأسياد مسلوبي الارادة، والزبائن يختلفون عن الزبانية.
صديق مرزوق: زبانية النظام مثل زبائن النظام... الفرق أن الزبانية ينتشرون في بلداننا لأننا عرب اصيلون، نعرف كيف نذل بعضنا بعضا، ونسهل لمن يود اذلالنا في فلسطين وفي العراق وفي كل مكان.
مرزوق: فهل المواطنون / الزبائن في بريطانيا، مثل المواطنين / الزبانية في بلداننا؟
صديق مرزوق: كل شي نفس الشي، ولكن بالمقلوب.
مرزوق: اشلون؟
صديق مرزوق: الزبائن هناك اسياد، والزبانية لدينا عبيد... الشركة هناك خادمة، والشركة لدينا محتكرة... الزبون هناك مواطن، والزبانية لدينا اقرب الى المرتزق... الز...
مرزوق: أوكي فهمت قصدك، الله لايطول عمر الزبانية، وإن شاء الله تتولاهم زبانية جهنم في الدنيا والآخرة
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 623 - الخميس 20 مايو 2004م الموافق 30 ربيع الاول 1425هـ