قد يمثل النقص في الاسمنت في المملكة فرصة كبيرة للمستثمرين في البحرين ودول الخليج المجاورة للاستثمار في بناء مصنع اسمنت في المملكة إذ تتوافر شروط نجاحه إذ سيكون الوحيد إذا ما تم إنشاؤه وبالتالي فإنه سينال أكبر حصة من السوق المحلية المتعطشة لتوافر هذه المادة الأساسية في الإنشاء والذي يتحدث كثير من المقاولين والتجار عن نقصها بين فترة وأخرى بالإضافة إلى ارتفاع أسعارها بين الفينة والأخرى.
لا أظن أن الفكرة كانت غائبة عن المستثمرين وقد تكون هناك أسباب منعت ذلك في الماضي، ولكن في الوقت الحاضر ليس هناك عذر لعدم إنشاء مثل هذا المصنع وباستثمارات مربحة وتكون مضمونة أكثر من غيرها بسبب الحاجة الماسة لمثل هذا المصنع إذ تشهد المملكة نشاطا على مختلف الأصعدة نتيجة للاستقرار الأمني والسياسي من ضمنها نشاط الإنشاءات والمقاولات.
أعتقد أن الوزارات المعنية بهذا الأمر يجب أن تشجع المستثمرين لاستغلال هذه الفرصة في أقرب وقت ممكن بل ومساعدتهم على إقامة مثل هذا المصنع لأنه من الغرابة بمكان أن يكون بلد يشهد نشاطا كبيرا في الإعمار، مثل البحرين لا يوجد به مصنع واحد للاسمنت وأغمض كثير من المستثمرين أعينهم عن هذا الجانب على رغم خوضهم جوانب استثمارية كثيرة تشهد مخاطر وذات مردود ضعيف أو حتى لا يسد الرمق في حين أن هذا المشروع جد حيوي ومهم ويوفر دخلا على الاستثمارات تفوق تلك التي يتم الحصول عليها من كثير من المشروعات الصناعية الأخرى كثيرا، ولكنه ترك ولم يحاول البعض أو على الأقل لم نسمع حتى الآن عن تقدم مستثمر محلي أو أجنبي لإنشاء مثل هذا المصنع.
من السابق لأوانه أن نتكهن ماذا سيحدث لاستيراد الاسمنت في السنوات الخمس المقبلة، ويكون مصيره مثل الرمال التي سيصبح سعرها أكثر من الذهب وفي حين نعرف أن البحرين هي بلد خدمات وتستورد جميع احتياجاتها «من البصلة إلى الحصلة» من الخارج، ولكن هناك جوانب لا يجب التغاضي عنها أو إهمالها أبدا مثل مصنع الاسمنت لأن عدم توافره يؤثر على رقي وتقدم المملكة فهل من مجيب
العدد 620 - الإثنين 17 مايو 2004م الموافق 27 ربيع الاول 1425هـ