في اليومين السابقين عندما كتبت وبينت الخطأ الذي وقع فيه مجلس النواب عندما لم يمسك ورقة رابحة في يده بل رماها من دون عناية، ولعب في وقت غير مناسب لم يكن قصدي فتح جروح قد اندملت... لا ولكن كان قصدي أن يستفيد الآخرون من هذا الخطأ واذا لم يستفيدوا فهذا يعني أنهم ليسوا قراء جيدين وإذا قرأوا فإنهم لا يركزون... لقد كان قصدي أن يستفيد اصحاب العريضة من الجمعيات الأربع من هذا الدرس، ويلعبوا في الوقت المناسب اللعبة المناسبة.... لا أن يختاروا هذا الوقت غير المناسب أبدا حتى يبدأوا لعبة خطرة جدا تؤثر على الشباب الصغار في السن وتؤثر أيضا على عائلاتهم...
كتبت بالأمس عن خطأ استجواب الوزراء مع أن أول مقال لي في صحيفة «الوسط» كان للمطالبة باستجواب ومحاسبة الوزراء المخطئين، والسبب أن الاستجواب تم بصورة خاطئة وفي وقت خاطئ... وهذا هو ما أريد قوله لجماعة العريضة... إن الوقت غير مناسب أبدا لتسخين وتعبئة الشارع البحريني... ليس هذا وقت جمع التواقيع... وليس هذا وقت فتح المقرات لتسجيل اعضاء جدد في الجمعيات أو الاحزاب سواء كان التسجيل بالتراضي أو بالقوة والاقناع الزائد عن اللزوم كما سمعنا... هذا وقت التهدئة... هذا وقت التفكير في اخراج ابنائنا من السجون... إن الموقوفين الشباب هم أبنائي وأبناؤكم فلا تتركوهم يضيعون بسبب جمود بعض العقول غير المرنة فما هو ذنب عائلاتهم... هؤلاء الشباب لديهم أسر... أب وأم وأخت وأخ... ومنهم من هو متزوج ولديه أبناء فما ذنب زوجته وأبنائه إذا سجن فترة طويلة وغاب عنهم... ألم تفكروا فيهم؟. طيب أنا فكرت وأقولها بصوتي الجهوري. أنا فكرت في الشباب المخالفين الموقوفين وفكرت في عوائلهم وهم فعلا أبنائي وطرحت موضوع الصلح وكتبته في هذا العمود الاسبوع الماضي ومازلت مصرا عليه... فلماذا الغليان وتسخين الشارع...
سنعيد الكلام ونكرره... دعونا نتصالح... دعونا نتفاوض... دعونا نجلس مع بعض ونتفاهم لأن الشر لا يجلب إلا الشر، والخير يأتي معه الخير الكثير... لنستمع الى صوت العقل ونهدأ ونسحب قضية طرح العريضة ومحاولة جمع أكبر عدد ممكن من الأعضاء للجمعيات وبشتى الوسائل... اهدأوا... وأنا اضمن لكم الحل الوسط... إذا كنتم تأكلون التمر فغيركم يحسب الطعام... ومملكتنا - الله يحفظها - موجودة في منطقة ساخنة، وأنا هنا أذكركم حتى لا تعملوا الخطأ الذي وقع فيه مجلس النواب... أنا انسان محايد اكتب في «الوسط» وحظي في الحياة هو الوسط وخير الأمور الوسط... التطرف لا ينفع بل يضر ولا يأتي بنتيجة وحتى لو أتى بنتيجة فستكون عكسية... وهناك بالتأكيد أيدٍ خفية تلعب من وراء الستار تريد الفتنة وتزكيها... تريد اشعالها ولا تريد لأي كان محاولة اطفائها... هذه الأيدي لا تريد الخير لمملكتنا... تريد ان ترانا بلدا استهلاكيا فقط وغير منتج لأن هذه الموضوعات والفتن تهرّب الاستثمارات إلى خارج المملكة، وتغلق الشركات والفنادق فيخسر التجار ويزيد عدد العاطلين عن العمل وتزيد البطالة... هذا هو الناتج العام لهكذا حوادث... الإنسان لا يعمل في السياسة بقصد السياسة فقط بل يعمل بها لتطوير المجتمع المدني ورفعة ورفاهية المواطن وإلا فإن نظرته للأمور تكون محدودة جدا... تعالوا نتفاهم ونفكر في أبنائنا قبل أن يحاكَمُوا ونواسي أهاليهم... تعالوا نتفاهم قبل أن ندفع بالمزيد إلى سجون أُغلقت أبوابها بأمر ملكي... تعالوا نتبع صوت العقل ونقف خلف ملكنا في مسيرته نحو التقدم... تعالوا واستمعوا لأني لا أريد أن أكون مؤذنا في خرابة
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 619 - الأحد 16 مايو 2004م الموافق 26 ربيع الاول 1425هـ