العدد 618 - السبت 15 مايو 2004م الموافق 25 ربيع الاول 1425هـ

أسمع كلامك أصدقك... أشوف عمايلك أستغرب

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

ما الذي حصل بعد جلسات مجلس النواب العاصفة والمداخلات القوية؟ الذي حصل أن الحكومة تدخلت بقوة لحماية وزرائها من الاستجواب، واستعانت بمستشارين وخبراء في القانون يعملون لديها، وتحركت بحركات ذكية فيها الكثير من الحرفنة... استغلت الحكومة جميع مواد الدستور ولعبت عليه لعبات محسوبة في كل خطوة، واستعملت كل ما لديها من خبرة وقوة لتوجيه ضربات مؤثرة على الشارع البحريني والرأي العام... ونفذت أكثر من تسعين في المئة من طلبات النواب في الجلسات العاصفة، واستغلت الصحف البحرينية «الموالية» لنشر آرائها ومتطلباتها وعملها حتى أن بعض الصحف ابتدأت تكتب عن احتمالات لتغييرات وزارية قادمة، وحركت الشارع لتأويلات غير واقعية لحقائب وزارية حتى أن بعض السذج ركز وزراء مرحومين منذ فترة في مناصب وزارية قادمة... وانهالت الأعمدة اليومية في الصحف وكلها تشير إلى العمل الجبار الذي قامت به الحكومة في الماضي والحاضر، وهذا هو الذكاء بعينه من قبل مسئولين خبراء ومتمرسين في اللعبة السياسية... وماذا عمل مجلس النواب؟ وهنا مربط الفرس... المجلس حوّل التقرير من لجنة التحقيق المجتهدة إلى لجنة الخدمات المستهلكة التي أصرت على استجواب الوزراء من دون الرجوع إلى مواد الدستور التي تمنع مساءلة وزير عن عمل قام به قبل تشكيل مجلس النواب... ومن دون النظر إلى التغييرات الجادة والإيجابية التي قامت بها الحكومة، ومن دون حتى الاستعانة بمستشارين أو ذوي خبرة في هذه المسائل الصعبة بل اعتمدوا على خبراتهم الضعيفة والمهزوزة فقط... يعني لعبوا لعبة هواة أمام محترفين وفطاحل في الأمور السياسية... لقد سمعنا كلام لجنة التحقيق وصدقناه ولكن رأينا عمل لجنة الخدمات فاستغربنا.

حدث ذلك في وقت لم يكن الشارع البحريني جاهزا له... فلقد كانت الأنظار متجهة إلى عريضة الجمعيات المقاطعة... كان الشارع يغلي بجمع التوقيعات والعمل والعمل المضاد، ولم يكن يلتفت أو لم يكن محبا أن يلتفت إلى لجنة من الهواة تستجوب فريقا من المحترفين... كان من المفترض باللجنة أن تؤجل الاستجواب مثلما نصحهم رئيس المجلس، وأن يمسكوا ورقة قوية في أيديهم، ولكنهم رموها وفضحوا أوراقهم وانكشف لعبهم... لقد لعبوا في الزمان والمكان غير المناسبين فانهزموا... وحصل الاستجواب وكان تخبطا ما بعده تخبط... كان شكليا فقط ولم يكن بالقوة التي من المفترض أن تكون... أسئلة هواة ضعيفة ورد محترف مبرمج... وانتهى الاستجواب بالسلام على بعض وبالقبلات وبالأحضان والمحصلة النهائية «لا شيء»... الحكومة ارتاحت كثيرا، وقالت: «يا دار ما دخلك شر». ومجلس النواب تأسف وقال: «توبة... توبة إن كنت أعملها تاني توبة»... والشعب يستغرب ويضرب كفا بكف ويهز رأسه أسفا، ويقول لماذا لم يمسك المجلس ورقة ضغط في يده لإجراء تغييرات وتحسينات أكثر؟ لماذا لم يحاول النواب الضغط على من تصرفوا في مبالغ أمانة في حوزتهم دفعناها من تعبنا وشقانا؟ وأنا بعد الجلسة الختامية في الاستجواب غمضت عيني وسرحت وأنا أشاهد النواب الذين يستجوبون بعد ذهاب الوزراء المستجوَبين ورئيس مجلس النواب وإفضاء القاعة مما عداهم واقفين ينظرون إلى بعض وكل واحد منهم واضع يده اليمنى خلف ظهره ويده اليسرى على الميكروفون الذي أمامه ويهز رأسه وصوت في القاعة يدوي...

خمس الحواس غربلنّي... وآنه متضايق ومجروح...

جرح في قلبي يفضحنّي... شلون آطلع وين آروح

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 618 - السبت 15 مايو 2004م الموافق 25 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً