العدد 614 - الثلثاء 11 مايو 2004م الموافق 21 ربيع الاول 1425هـ

شارع المقاصيص

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

زمان لما كنا صغار كان في البحرين سوق ضخمة وكبيرة وتعج بالناس من جميع الأجناس واسمها «سوق المقاصيص» ولا أعرف هذه التسمية جاءت من المقاصص بين المشتري والبائع... يعني المفاصل في سعر البضاعة المعروضة للبيع... أو ان هذه التسمية جاءت بسبب أن الباعة مقصوصون «يعني على الحديدة» ولذلك يبيعون أغراضهم الشخصية أو ما يملكونه بأبخس الأسعار لسد احتياجاتهم... وزوار هذه السوق من المشترين كانوا من عامة الناس في البحرين وبعضهم كان يتلثم وهو يعاين البضاعة أو وهو يفاصل في السعر ويشتري خوفا من أن يراه أحد أصدقائه أو أقربائه فيعرف أن الشيء الفلاني الذي يتفاخر بوجوده في منزله قد تم شراؤه من سوق المقاصيص... أما الباعة فهم عدة أشكال وأنواع، فمنهم من هو الفقير والمحتاج ومنهم من دار عليه الزمن وأضطره إلى بيع أغراضه الشخصية أو ما يملك من كماليات... ومنهم من سرق حاجيات أهله ويريد بيعها... ومنهم من خسر في القمار ويريد التعويض «طل يعوض» والناس تذهب وتشتري بأبخس الأسعار ونحن كنا نذهب للفرجة والتسلية فقد كان المكان يعج بمختلف أنواع البشر... أما اليوم فقد تحولت سوق المقاصيص إلى سوق شعبية كبيرة وتباع فيها الاشياء القديمة والثمينة بسعر رخيص مع أن سعرها سيكون كبيرا جدا لو تم بيعها في المزادات العالمية الشهيرة... كما تباع هناك أصناف كثيرة من البضائع الجديدة وذات الجودة المنخفضة نسبيا... يعني تشتري اليوم وتنكسر عندك بكره... لقد فقدت هذي السوق المعروفة أهميتها وحتى اسمها... وانصرف عنها الكثير من الزبائن... وفي الوقت نفسه وعندما أفل نجم «سوق المقاصيص» الذي كان ساطعا يوما ما... بزغ نجم آخر وفي مكان آخر ألا وهو «شارع المقاصيص» مع أن هذا الشارع سمي شارع المعارض واستبشرنا خيرا عند افتتاحه وقلنا خلاص البحرين فيها «اكسفورد ستريت» ولكن الحاصل حاليا عكس ذلك... فهناك الكثير من الهنود الذين يبيعون الساعات على الأرصفة والساعة المباعة تشبه ماركة عالمية الا انها بوزن الريشة نفسها لأنه لا يوجد فيها أي شيء من الداخل... وتكثر في هذا الشارع الطراروة «المقاصيص» منهم من هو فعلا مقصوص ولكن الغالبية نصابون... والشباب مساكين الذين يلفون بسياراتهم في ليالي الاجازات في وسط هذا الشارع تجدهم «كشخه والمخبه فاضي» يعني مقاصيص... ويوجد على طرفي الشارع عدة فنادق نجمتين وثلاث نجوم والمفروض انها وجدت لسكن الزوار الخليجيين من الدول الشقيقة الذين هم مستعدون لدفع قيمة السكن والمأكل والمشرب... ولكن مع الأسف فهم يوميا عندهم مشكلات مع الزوار والضيوف بسبب عدم دفع الحساب لأنهم مقاصيص... والعجيب أن بعض هؤلاء الخليجيين يشحذون في الشارع... تصور يقول لك لو سمحت ما عندي فلوس وأريد أن أضع بنزين في السيارة حتى أرجع إلى أهلي في المدينة المنورة... يعني هذا مقصوص وإلا نصاب أنا أصلا لو سحبت كل رصيدي من المصرف فإنه لا يكفي لشراء بترول سيارة يوصل حتى المدينة المنورة... «عريان لافي على مفصخ»

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 614 - الثلثاء 11 مايو 2004م الموافق 21 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً