العدد 606 - الإثنين 03 مايو 2004م الموافق 13 ربيع الاول 1425هـ

حتى الإنجليز نعمة الله

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

خلكم معاي... وكل واحد يقبل كفه اليمين ثم يرفعه ويضعه على جبهته ويقول: الحمد لله والشكر لله حتى الانجليز نعمة الله... هل هذا هو الجيش البريطاني العظيم الذي هزم هتلر وحرر أوروبا الغربية من جحافل الجيوش النازية؟ هل هو نفسه جيش التاج البريطاني الذي كان يقوده مونتيجمري... واللورد باتون؟ هل وصلت به المواصيل الى أن يكون تابعا فقط للإدارة الأميركية، ويقلد ما يفعله الجيش الاميركي في العراق تقليدا أعمى؟ طبيب الجيش الاميركي صور عمليات التعذيب متعمدا ونشر الصور والأفلام قاصدا التأثير على المقاومة الشرسة لأهالي الفلوجة والرمادي حتى يتم تخويفهم واستكانتهم ورميهم للسلاح ورضاهم بالاحتلال الاميركي الغاشم... وهذا نوع من الحرب النفسية المقصودة والتي تشرف عليها مخابرات جيش الاحتلال الاميركي للعراق... فإذا كان هذا هو قصد الجيش الاميركي... فما هو قصد الجيش البريطاني والذي يحتل جنوب العراق من دون أية مقاومة تذكر؟ ما هو قصد العساكر البريطانيين من تصوير عملية تعذيب رجل عراقي من الجنوب فقير وجوعان وجريمته فقط السرقة؟ والله عيب... عيب أن نسكت على هذه الإهانات لرجل جوعان يسرق قوته وقوت أطفاله فيمسكه الجنود الإنجليز، ويصورونه وهو نصف عار ومربوط بأسلاك بلاستيكية ومغطى وجهه بـ «الخيش» وينزف الدم من فمه وأنفه من أثر الضرب المبرح بكعب البنادق ويضربونه على أماكن حساسة من جسمه بقوة شديدة بكعب البنادق ويرفسونه في جميع أجزاء جسمه وعلى وجهه ثم يتبولون عليه... وهم يصورون هذا المشهد كله ويضحكون وكأنهم يصورون مناظر طبيعية... يتبولون على الإنسان العراقي العربي المسلم... يتبولون على الكرامة العربية... يتبولون على الدين الاسلامي الحنيف... إذا كان الرسول محمد (ص) قد أخبرنا بقصة المرأة التي عذبت هرة فدخلت فيها النار فأي نار تنتظر هؤلاء الكفار... وأين المعتصم بالله ليرى ماذا يفعل المحتلون في شعب العراق... إذا كان الجيش الاميركي يقصد من وراء تصوير عملية التعذيب حربا نفسية لإخافة المقاتلين... فماذا يقصد الجيش البريطاني من تصوير عملية تعذيب سارق عراقي؟ هل يقصد التقليد؟ هل يقصد بأنه تابع أعمى للجيش الاميركي؟ وماذا عمل الإعلام الغربي إزاء هذه الصور المقززة للأبدان؟ ولا شيء... كل ما قاله هو... أووه إتس نوت فير... لكن لو عكسنا الآية وكان جنودهم هم من يتلقوا التعذيب فماذا سيقولون بل ماذا سيعملون؟ سيقلبون الدنيا على رؤوسنا ويحطمون أوطاننا ويشردون أهلنا... أما نحن وعندما رأينا ماذا يفعله المحتل في الشعب العراقي العربي الشقيق نكسنا رؤوسنا وقلنا فيهم ولا فينا... ونتناسى بأن الدور سيأتي علينا... وها هي المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى تتعرض لهجمات إرهابية منسقة بواسطة العدو الصهيوني وعملائه الخونة وهي منبع الإسلام وفيها بدأت الرسالة السماوية لديننا الحنيف... وإذا أردنا أن ندافع عن الشقيقة الكبرى فيجب أن نقف بحزم ضد كل من تسول له نفسه المساس بأوطاننا وأمننا وسلامتنا وسلامة أهلنا جميعا من المحيط إلى الخليج. إن الاحتلال الغاشم للعراق الشقيق سوف لن يتوقف على أرض العراق فقط بل سيمتد يمينا ويسارا وجنوبا وشمالا حتى يشمل الجميع... وها هي الرسائل لتصليح الأوضاع الداخلية حسب الرؤية الأميركية تتوزع على الدول العربية وكأنها رسائل هولاكو قائد التتار... وما نحتاجه الآن هو فيلم «وا إسلاماه»

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 606 - الإثنين 03 مايو 2004م الموافق 13 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً