العدد 603 - الجمعة 30 أبريل 2004م الموافق 10 ربيع الاول 1425هـ

كيف تساعد طفلك على تعلم اختيار الأفضل لحل مشكلاته؟

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

إن أفضل طريقة يمكن بها أن تساعد طفلك على اختيار أفضل الخيارات لحل مشكلاته تكمن في:

1- أن تسأله ما الخيارات الأخرى التي يراها لحل مشكلته أو لكي يتعامل مع الموقف الذي يجد نفسه أمامه بأسلوب أكثر فاعلية.

2- شجع طفلك على تنفيذ واحد من أفضل الخيارات التي اختارها.

ودعونا نقترب أكثر من هذا الأسلوب لنوضح أسلوب تطبيقه عن طريق بعض الأمثلة.

بدر طفل في الثامنة من عمره، عاقبه والده لأنه ضرب اخته بأن حبسه في غرفة نومه عشر دقائق. وبعد ذلك حاول الأب أن يساعد طفله على اختيار أحد الخيارات التي يقترحها الطفل بنفسه ليتعامل مع هذه المشكلة في المرة المقبلة إذا حدثت.

قال الأب لابنه: «ضرب أختك لكي تعطيك المسجل لم يكن اختيارا جيدا منك... فالضرب يعرضك للعقاب... ماذا يمكنك أن تفعل المرة المقبلة إذا رفضت أختك أن تعطيك ذلك المسجل؟»

أجاب بدر: «لا أدري».

قال الأب «يمكنك ان تطلب منها ما تريد بأدب إذا لم تعطك إياه... تستطيع أن تسألني أو تسأل أمك لتساعدك... كل هذه اختيارات جيدة... ماذا إذا ستفعل في المرة المقبلة؟».

رد بدر: «إذا لم تعطني سأسألك أو أسأل أمي أن تكلماها».

قال الأب: «هذا اختيار جيد وسيكون له مفعول طيب، وأعلم أنك تستطيع القيام به».

وهذا مثال آخر يوضح أكثر استخدام هذه الطريقة في تعليم الطفل كيف يفكر في طرق أخرى لحل مشكلاته.

نبيل عمره 15 سنة، دعاه صديقه إلى حفلة في بيته في نهاية الأسبوع، لكنه لم يعد إلى منزله إلا الساعة الواحدة صباحا، ولأنه خالف والده ولم يحضر في الموعد المحدد، فقد حرمه والده من الذهاب إلى حفلات نهاية الأسبوع ثلاثة أسابيع.

دافع نبيل عن نفسه قائلا:

«لم تكن غلطتي، أصحابي ظلوا إلى ذلك الوقت... ولم تكن لدي سيارة لكي أعود بها».

قال له والده: «ان تدعي أنك لم تكن قادرا على الرجوع لأنك ذهبت مع أصدقائك بسيارتهم فهذا ليس عذرا دعنا نبحث عن خيارات أخرى كان يمكنك أن تقوم بها لكي تعود في الوقت الذي حددناه لك أنا وأمك... يمكنك مثلا الاتصال بنا لنأتي ونأخذك... قل لي ماذا ستفعل في المرة المقبلة؟».

أجاب نبيل «سأتصل بكما».

قال والده: «هذا اختيار جيد».

إلا أن هناك طريقة أخرى يمكن للوالدين استخدامها مع أطفالهما، وذلك بأن يضع الأب مثلا خيارات محددة بنفسه لطفله أو ابنه المراهق وعليه أن يختار من بينها.

مثال على ذلك:

منح الأب ابنه يوسف البالغ من العمر سبع سنوات سيارة تسير (بالروموت كونترول) وأمره بأن يلعب بها في الحديقة بعيدا عن بقعة مليئة بالزهور... وافق يوسف وفعل ما وعد به والده لعدة دقائق، ثم اكتشف أن منطقة الزهور مناسبة له ليسير عليها بسيارته... إذ توجد بها مرتفعات، وخشب أحمر يلف حوله، فلم يستطع أن يقاوم، ودخل في المنطقة المحرمة عليه وفجأة خرج والده ووجد ابنه يلعب في منطقة الورود فقال له:

«يوسف... قلت لك انك تستطيع أن تسير بسيارتك في كل مناطق الحديقة إلا هذه المنطقة... هذه هي خياراتك... وإلا سآخذ العربة بقية النهار ولن تلعب بها. والآن ماذا تريد أن تفعل؟»

قال يوسف: «سألعب خارج منطقة الورود».

رد عليه والده: «وأنا أشكرك على تعاونك معي».

والد يوسف استخدم طريقة الخيارات المحدودة التي يضعها الأب ويختار أحدها الابن، لا مثل الطريقة السابقة إذ يختار الابن خياراته بنفسه، ثم يختار واحدا منها ويلتزم به.

هذه الطريقة تعلم الطفل كيف يصنع قراراته ويلتزم بها أي يكون مسئولا عنها.

والطريقة التي استخدم فيها الأب ستجعل يوسف لا يستطيع أن يتفادى كونه مسئولا عن سلوكه... الحدود واضحة وكذلك النتائج إذا لم يتبع تلك الحدود بعد أن حصل على كل المعلومات التي يحتاج إليها ليتمكن من أن يقرر قرارا مقبولا وهو في هذه الحال قرر أن يتبع حدود والده وأن يتعاون معه، وإذا لم يتعاون مع والده فسيحرمه أبوه من السيارة لفترة من الوقت وفي كلتا الحالين تعلم يوسف الدرس الذي يحاول والده أن يعلمه اياه

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 603 - الجمعة 30 أبريل 2004م الموافق 10 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً