لقد جسّد الإيمان أعظم تجسيد، ومثّل الصبر أكبر تمثيل، فإليه أهدي كلمات عاجزة عن التعبير، مشفوعة بالإكبار والدعاء إلى العزيز القدير:
ضربت للناس طُرا أروع المثلِ
إذ قد غدوت لنا في الصبر كالجبلِ
بل أنت أقوى من الصم الصِّلاب لدى
كل الخطوب فلا غروٌ «أبوك علي»
«علي» ذاك الهزبر الليث ما فتئت
قواه راجحة... لله من رجل
كم ذاق فينا أمير المؤمنين أذى
لم يثنه ذاك عن جهد وعن عمل
كذاك «عبدالأمير» الفذ ممتحنا
قد صار فينا فلم يضعف ولم يكِلِ
لقد هزمتَ بصبر لا مثيل له
كل المصائب فانهارت بلا مَهَل
«أبا جميل» أبا الصبر الجميل لقد
علوتَ هاما بعز غير مبتذَل
لقد أبى الصبر إلا أن تكون له
أبا وفي كل خطب غير ما وجِل
لم يُضعفنّك أن البعض في وهَن
لم يلوِ عزمك أن البعض في كسل
لقد خبرتُك طودا شامخا ثبتا
كذا هو الخُلق، خُلق الأنبيا الرسل
فدُم فديتك شهما في الورى عَلما
وللإباء أبا... يا موضع الأمل
ودُم رعاك إله العرش ما سطعت
أشعة الشمس في الوادي وفي الجبل
«أنا وأنت يا علي أبوا هذه الأمة»: الرسول الأكرم (ص)
إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"العدد 599 - الإثنين 26 أبريل 2004م الموافق 06 ربيع الاول 1425هـ