العدد 598 - الأحد 25 أبريل 2004م الموافق 05 ربيع الاول 1425هـ

شالووه

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

النقاش بشأن مركز جوسلين لأمراض السكر يدور بين ثلاثة... أحدهم موظف دولة كبير جدا جدا والثاني طبيب معروف جدا والثالث مدير عام شركة كبيرة جدا... الموظف الكبير شخص فاضل ومؤدب وخلوق ويتكلم بالمنطق... يعني بالمنطق يقنعك بأفكاره... وإذا تحدث فهو يريد من الجميع الاستماع والانصات إليه ومحاورته هو... ويزعل «طبعا زعل خفيف» إذا قطع عليه أحد حبل أفكاره بالحديث مع شخص آخر من المستمعين... والطبيب المعروف صاحب أخلاق عالية وأفكار راقية... متمكن من مهنته وذو ثقافة عالية من الموضوعات العامة... أما المدير العام فمن خلال معلوماته الغزيرة فهو يقنعك بوجهة نظره قبل أن يتكلم... فقط بنظرته الحادة إليك... وأنا مستمع ساكت ولا همسة... فقط مستمع... يقول الطبيب إن الحكومة اتخذت القرار الصائب بتغيير وزير الصحة السابق... وذلك بسبب غطرسته وعدم استماعه للنصائح واتخاذه دائما القرارات المستعجلة وغير المدروسة... ومعاداته لجميع الأطباء تقريبا في وزارة الصحة وخصوصا عبدالوهاب محمد... وقد اشتكى رجال الأعمال المشرفون على مركز جوسلين للسكر إلى مسئولين كبار في الدولة لأن وزير الصحة رفض فكرتهم في تأجير الطابق الثاني من مبنى المركز وتحويله الى عيادة خاصة... وسبب الرفض الوحيد هو أن المستأجر عبدالوهاب محمد... طبعا هذا الكلام أقنعني بأن الوزير غلطان وهو يستغل منصبه ووظيفته في تصفية حسابات شخصية... لكن المدير العام المثقف كانت له وجهة نظر أخرى... ويقول إن مركز جوسلين هو مشروع خيري بحت بالدرجة الأولى وهذا المشروع مقام على قطعة أرض مقدمة من الحكومة لأعمال الخير ويفترض أن يقدم هذا المركز خدمات استشارية وعلاجية لمرضى السكر من الدول الخليجية وبأسعار زهيدة وفي متناول الجميع... لأن هذا المركز أقيم مبناه بأموال تبرعات جمعت من أيادٍ بيضاء بحرينية وخليجية وأن المبتلين بهذا المرض «شافاهم الله وخفف عنهم» أعدادهم كبيرة جدا ويتراوحون ما بين عشرة الى عشرين في المئة من أعداد سكان دول المنطقة فكيف يريد القائمون على هذا المركز الخيري أن يؤجروا قسما منه لعمل عيادة خاصة لا تمت الى مرض السكري بصلة ومن منظورها الربحية المادية مع أن أرض المركز والمبنى جاءا عن طريق التبرع؟ ... كيف؟ فصرخت معه كيف؟ كيف؟ وقلت في نفسي إن وزير الصحة السابق على حق في رفضه لمشروع تأجير قسم من المركز، «ظلموه»... لكن للموظف الكبير رأي آخر. ومثلما بينت في البداية فهو لا يتكلم إلا بالمنطق... يقول صاحب المنطق ان المساجد في البحرين تبنى على أراض حكومية وهذه إلى المسلمين... أو على أراضي وقف من المسلمين... وعادة ما تبنى المساجد بأموال تبرعات جمعت من أياد بيضاء... ولكن هذه المساجد تحتاج الى صيانة دورية... وتحتاج الى تبديل السجاد كل فترة كما تحتاج الى صيانة وتبديل المكيفات والمراوح والى رواتب الى الإمام والمؤذن وهذه كلها تعتبر مصروفات «رننج كوست»... لذلك ترى بعض المساجد يحتوي مبناها الخارجي على محلات تجارية مختلفة تؤجر وتستغل إيجاراتها في دفع كلفة كل ما يحتاجه المسجد... وعلى هذا الأساس فإن مركز جوسلين يحتاج الى الاستمرارية في البقاء على مستوى معين من الخدمات والتي يقدمها لمرضى السكر في البحرين والدول المحيطة بأسعار معقولة جدا وفي متناول الجميع ولكي يقدم المركز هذه الخدمات وبمستوى راقٍ فإنه يحتاج إلى أن يؤجر قسما منه ولمدة سبع سنوات، وهذه نتيجة دراسة وليست اعتباطا... ووزير الصحة السابق عندما علم أن المستأجر لهذا القسم هو عبدالوهاب محمد رفض ذلك رفضا قطعيا... وهذا الكلام الأخير هو الذي أقنعني... لأن صاحبه يتكلم بالمنطق... وانفض المجلس بعد نهاية النقاش والكل يقول «شالووه» فتذكرت البرنامج الكويتي الذي يقدم في رمضان «صادوه»

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 598 - الأحد 25 أبريل 2004م الموافق 05 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً