مع وجود أكثر من رأي في المشهد السياسي المعارض بشأن العريضة الشعبية، التي تحولت إلى عريضة الجمعيات السياسية الأربع، يبدو أن حماس الناس لتسجيل العضوية في الجمعيات الأربع عبر مقرات متوزعة على مناطق البحرين، سيعقبه تأمل شديد في الوضع السياسي المعارض، لأن التباينات والتعارضات لم تبدأ في الظهور بعد، ليجد من سابق الريح في الانتصار لموقف معين محاصرا بحال انكسار في صفوف معارضة أخرى، جراء عدم تدقيق الحسابات السياسية جيدا، وشراء خواطر على حساب خواطر أخرى، وتجيير قرار على حساب قرار.
البعض قد يكون مصدوما من تداعيات الحوادث الأخيرة، ومشهدها الدراماتيكي وصولا إلى القرار الحالي الذي رمى كل الإكر في سلة واحدة، ولكن فيما يبدو أن الصدمة الفعلية لم تبدأ بعد، وقد يبدأ الناس بالتكهرب استعدادا للصدمة الفعلية حين يعلمون أنهم خسروا قيادات سياسية وشركاء لن يكونوا شركاء معهم في هذه الخطوة. فكم سيكون الإنجاز بلملمة أصوات الناس مقابل خسران قيادات من العيار الثقيل، جراء عدم التنسيق والغفلة عن مواقف وآراء رفقاء الدرب حين اتخاذ القرار؟
لقد مرق قرار الجمعيات الأربع المدعوم من القيادات العلمائية كالسهم، وأثار نشوة وحراكا وسط الشارع، لكنه خلف حسرة في النفوس ستظهر لاحقا، والأمنية الوحيدة بعد كل الزخم العاطفي أن يلتفت الجميع ليكونوا قادرين على تجاوز ما خلفوه من حسرة وألم، لا يمكن استعاضته بإنجاز عاطفي مع فقدان الدعامات الأساسية التي يقوم عليها العمل السياسي. ويا ليت كل الهتافات الداعمة والمؤيدة والمنفعلة تعي حجم خسارة دعامات القرار السياسي في البلد؟ ويا ليت الاستدراك يكون مكمنا بعد كل هذه الهفوات؟ ويا ليت المراجعة تتم سريعا قبل فوات الأوان؟
إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"العدد 595 - الخميس 22 أبريل 2004م الموافق 02 ربيع الاول 1425هـ