العدد 594 - الأربعاء 21 أبريل 2004م الموافق 01 ربيع الاول 1425هـ

الطراروة

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

إحنا أهل البحرين شعب مسالم ومثقف... والعادة عندنا في البحرين هي العادة الاسلامية نفسها لجميع الشعوب المسلمة والتي تتحلى بالصبر على المصائب والمصاعب ومن ضمنها المصاعب المالية... ونرى الشخص الملتزم بدينه الاسلامي لا يجاهر بفقره المادي... لأن لديه غنى النفس في الدين الاسلامي ومن يجاهر بحاجته إلى المال غالبا «وليس الجميع» هو الشخص الذي ليس بحاجة إلى المال... وكم سمعنا عن متسولين يموتون ويكتشف بعد وفاتهم الكثير من الأموال النقدية المخزنة تحت أرضية الحمام... والتسول في البحرين له طرق معينة ومختلفة من شخص الى آخر... والأماكن تكاد تكون محجوزة لكل متسول... وهو لا يقبل بالمتسولين الدخلاء في منطقته... فإذا ذهبت الى مسجد تجد دائما الأشخاص المتسولين نفسهم جالسين وحاجزين الأماكن نفسها «ما يصلون»؟ وإذا وقفت عند إشارة مرورية معينة تجد الشخص المتسول نفسه يوميا وفي كل الأوقات... في النهار والليل... صيفا وشتاء... ما يتعب ولا يشبع. وهناك طرق مختلفة للمتسولين حسب الأماكن التي يوجدون بها. فمثلا عند المساجد تجد دائما دفاف سود جالسة مغطاة بالكامل ما عدا عين واحدة... ومادة اليد اليمين... ولا تعرف من تحت هذه الدفة... رجل أو إمرأة أو يمكن حبيب أو نسيب... الله العالم... وفي شارع شهير ويعج بالحركة هناك بنت جميلة وفي مقتبل العمر... «من جنسية عربية» تلبس الدفة مع الحجاب وتجلس دائما عند أحد المطاعم... وأنا بصراحة أخاف عليها من الذئاب البشرية وهناك رجل كبير في السن لابس نظارة طبية ومهندم «لكن من دون عقال» وهو متخصص في التسول من رواد المقاهي المريشين... يعرفهم واحد واحد من أرقام سياراتهم ونوعها... وهناك شخص متخصص لمناطق وبيوت الأغنياء... دائما يأتي في سيارة بيضاء أو بيكب... «يعني عنده سيارتين» يلبس نظيف ويتعطر ويسحب معه طفلا وأحيانا طفلين... ويبدأ التسول بطرق البيوت... مرة لعلاج أحد أبنائه ومرة لعلاجه هو شخصيا من مرض خطير... وأنا أراه من حوالي 20 سنة... لا المرض قضى عليه... ولا هو شفى من المرض... ولا أولاده كبروا... مع أننا عندما نسافر الى الغرب نجد المتسولين المحتاجين فعلا الى المال يبتكرون أفكارا سياحية مختلفة لطلب وجني المال... منها الرقص والغناء والموسيقى الساحرة... والتي تضفي أجواء تشرح النفس من مراكز التسوق وأماكن التجمعات يبتكرون التنكر والحركات الرياضية العجيبة والغريبة... وأنت تدفع المبالغ الضئيلة باختيارك ومن دون الزام أو الحاح... بحسب اعجابك بالعرض المقدم أمامك... من دون نصب أو احتيال... وهذا اقتراح بسيط أقدمه الى وزارة العمل والشئون الاجتماعية... يا ريت وزارة العمل تجمع المتسولين وترسلهم الى الدول الغربية على دفعات للتعلم من متسوليهم طرق التسول المتبعة هناك... أو تعمل الوزارة... «وهذا أرخص لها»... على جلب بعض الخبراء من المتسولين هناك لتعليم متسولينا الطرق الجيدة والحديثة للتسول... بدل تركهم هكذا من دون كورسات

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 594 - الأربعاء 21 أبريل 2004م الموافق 01 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً