إن أحد العناصر الرئيسية في عملية صهر الألمنيوم هي الطاقة، إذ تقدر نسبة الكلفة لهذا العنصر بحوالي 20 في المئة من الكلفة الاجمالية، تأتي بعدها المواد الخام والعمالة والمعدات وغيرها. ونظرا لتوافر الغاز الطبيعي فقد اختارت مجموعة من المستثمرين الاجانب في شهر مايو/ أيار 1968م البحرين كموقع لها لإنشاء مصهر لتأمين احتياجاتها من معدن الألمنيوم، فكان ان تأسست شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) في شهر اغسطس/ آب من العام 1968م.

وفي العام 1969 تم التوقيع على عقد بناء المصهر وبدأ التشغيل في مايو 1971م بطاقة تصميمية قدرها 120 ألف طن سنويا وتضاعف الانتاج على مدى السنوات حتى وصل الى 520 ألف طن متري سنويا ما يجعل مصنع ألمنيوم البحرين من أكبر المصاهر الموجودة في العالم. وتقوم ألبا بانتاج الألمنيوم السائل (المنصهر) بنقاوة تبلغ 99,7 في المئة كذلك قوالب الدرفلة والسحب وسبائك معيارية للصناعات المحلية وسبائك عجلات. ويصدّر المتبقي من الانتاج للأسواق الأخرى.

شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)

تعتبر (ألبا) أولى الصناعات الكبيرة غير النفطية في منطقة الخليج. وقد تأسست في اغسطس/ آب 1968م، وبدأت أول انتاج في مايو 1971م. وتتوزع ملكيتها حاليا بين حكومة مملكة البحرين بنسبة 77 في المئة وحكومة المملكة العربية السعودية ممثلة بالشركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك) بنسبة 20 في المئة وشركة بريتون للاستثمارات الألمانية بنسبة 3 في المئة.

وقررت البحرين تنفيذ مشروع آخر، هو الأكبر في صناعة الألمنيوم في المنطقة ويتمثل في تشييد خط الصهر الخامس محاذيا للمصهر الحالي وسيجعل ذلك من شركة ألبا أكبر مصهر للألمنيوم في العالم خارج أوروبا الشرقية بحلول العام 2005م، ومن شأن ذلك رفع طاقة ألبا التصميمية بما يصل الى 307 آلاف طن ليبلغ اجمالي الطاقة الانتاجية السنوية 807 آلاف طن. ويضم هذا المشروع عدة اوجه من بينها تشييد مسبك جديد ومحطة للكهرباء ومعمل للكربون. وتقدر كلفة المشروع نحو 1,7 مليار دولار سيتم توفير غالبيتها من خلال القروض المصرفية الخليجية والعالمية، وذلك على غرار مشروع التوسعة السابق الذي نفذ العام 1992م، وفقا لغالبية المحللين فإن هذا القرار تزامن مع تطورين ايجابيين رئيسيين الأول هو تحسين ايرادات الدولة من النفط ما سيسمح بتخصيص جزء منها لتمويل هذا المشروع، اما التطور الثاني فهو تحسن أداء الاقتصاد العالمي وانعكاسة الايجابي على اسعار الألمنيوم العالمية على المدى المتوسط.

وتلعب «ألبا» دورا حيويا في تنشيط وتعزيز الفعاليات الاقتصادية للبحرين، فقد بلغ حجم مبيعات ألبا من الألمنيوم أكثر من 740 مليون دولار العام 2003م.

ويذكر أن ما مجموعه 50 في المئة من اجمالي انتاج ألمنيوم البحرين (ألبا) يتم استهلاكه محليا من قبل قطاع الصناعات التحويلية في حين يتم تصدير المتبقي من الانتاج الى 25 دولة منها الشرق الاقصى الذي يستهلك 20 في المئة بينما تستهلك دول مجلس التعاون ومنطقة الشرق الأوسط ما مجموعه 18 في المئة من الانتاج وتستهلك منطقة جنوب شرق آسيا 7 في المئة.

مصنع تكليس الفحم النفطي التابع إلى ألبا

لقد تم في العام 2002م افتتاح مصنع تكليس الفحم النفطي والذي سيرفع من اسهامات شركة (ألبا) في الاقتصاد الوطني والازدهار الاجتماعي، إذ سيبلغ العائد الاستثماري لهذا المشروع قرابة 50 مليون دولار أميركي سنويا.

كما أن هذا المشروع يتبعه معمل لتحلية المياه يعتمد نشاطه على الحرارة الناتجة عن عملية التكليس لانتاج 41,000 متر مكعب من المياه العذبة يوميا والتي تضخ الى شبكة التوزيع الحكومية، وبذلك يسهم في تغطية تنامي الطلب على المياه العذبة في البلاد. اما الجانب الثالث من المشروع، فيتمثل في ارتقاء وتحديث واسع النطاق لمرفأ ورصيف الشركة وتسهيلات مناولة الخامات الأولية وشمل ذلك اكتمال تشييد وتجهيز مستودعين ضخمين للألومنيا يسع كل منهما 50,000 طن متري ووحدة ضخمة لتفريع الألومنيا من السفن وشبكة نقل اتوماتيكية ووحدة أخرى لتحميل الفحم المكلسن في السفن ورصيف اضافي.

يذكر أن الرصيف الجديد مؤهل لرسو سفن حمولتها 60,000 طن، أي بزيادة 20,000 طن في الحمولة مقارنة بالرصيف القديم، وقد تم تشغيل الرصيف الجديد اوائل العام 2001م.

إن معمل تكليس الفحم النفطي الذي بلغت كلفته 400 مليون دولار اميركي هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، كما أن هذا المشروع الذي شيد فوق أرض مستصلحة مساحتها 140,000 متر مربع في ألبا استغرق بناؤه أكثر من عامين من التخطيط التفصيلي والتشييد، واستوعب 144 موظفا غالبيتهم من البحرينيين، ولسوف يزيد من الدخل المحتمل للشركة، كما أنه من المتوقع ان يسهم في خفض الكلف.

وتبلغ الطاقة القصوى لانتاج هذا المعمل 450,000 طن متري سنويا وبذلك سيفي باحتياج ألبا الحالي من الفحم النفطي المكلسن بواقع 250,000 متر سنويا في حين ينتج سنويا أيضا 200,000 طن متري للتصدير الى مختلف البلدان. ويعتمد معمل التكليس على احدث التكنولوجيا المتقدمة والمتضمنة أيضا احدث نظم الحماية البيئية التي ستجعل منه أفضل مصنع في العالم من حيث الكفاءة والمستوى الرفيع من التكنولوجيا النظيفة.

لقد قام معمل تكليس الفحم النفطي خلال العام 2003م بانتاج ما يزيد على 267 ألف طن متري من فحم الكوك المكلسن العالي الجودة ليصل اجمالي انتاج المعمل منذ افتتاحه في العام 2001م الى حوالي 379 ألف طن متري.

الخطط المستقبلية

لشركة ألمنيوم البحرين (ألبا)

1- مذكرة التفاهم بين ألبا وشركة ألكوا الأميركية

وقعت حكومة مملكة البحرين وشركة ألكوا العالمية في انتاج الألمنيوم مذكرة تفاهم تمهيدا لتملك ألكوا حصة تصل الى حوالي 26 في المئة من الأسهم في ألبا ، وبموجب مذكرة التفاهم سيستمر امداد ألبا بمادة الألومينا اللازمة لتوسعة المصهر بمعدل 2,2 مليون طن متري عند استكمال خط الصهر السادس، من مصافي ألكوا وورلد ألومينا اندكيميكالز ومن المتوقع ان يتم الانتهاء من اعداد الاتفاقات النهائية بشأن حصة الأسهم في المصهر وترتيبات تزويد ألبا بمادة الألومينا في منتصف العام 2004م وستكون الاتفاقات سارية المفعول عند استكمال مشروع خط الصهر الخامس في مارس 2005م.

2- خط الصهر السادس

كشف وزير النفط رئيس مجلس إدارة شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) عن ان الشركة تقوم حاليا باعداد دراسات الجدوى الاقتصادية لإنشاء خط صهر سادس بعد الانتهاء من خط الصهر الخامس وبكلفة اجمالية تقدر بمبلغ 1,4 مليار دولار لكي ترتفع الطاقة الانتاجية لمصهر شركة ألبا الى أكثر من مليون طن سنويا لتصبح بذلك أكبر مصهر في العالم على الاطلاق.

شركات الألمنيوم الكبرى في مملكة البحرين

من أجل الاستغلال الأمثل لمنتجات مصهر البحرين فقد تم إنشاء الكثير من المصانع التحويلية المعتمدة اساسا على منتجات ألبا كمادة خام رئيسية لعمليات الصناعة، كما ترتب على ذلك قيام الكثير من رجال الأعمال في مملكة البحرين من إنشاء ورش لصناعة وفبركة الألمنيوم لانتاج الشبابيك والابواب والنوافد وغيرها من مقاطع الألمنيوم المنتجة من قبل (بلكسكو) وذلك للاستهلاك المحلي والخارجي، ويوجد حاليا في مملكة البحرين ما يزيد على 120 مصنعا تعمل في هذا النوع من الصناعات الوسيطة والنهائية.

1- شركة البحرين لسحب الألمنيوم (بلكسكو)

في العام 1977م تم إنشاء شركة البحرين لسحب الألمنيوم (بلكسكو) بطاقة انتاجية تبلغ 6 آلاف طن وتم زيادة الطاقة الانتاجية الى 25 ألف طن موزعة حسب وحدات الانتاج (مقاطع ألمنيوم، طلاء المعادن، الصهر والفبركة)، وقد بلغ رأس مال الشركة عند التأسيس 10 ملايين دينار بحريني ورأس المال المدفوع 6,3 ملايين دينار بحريني تم زيادته في العام 1991م الى 9,9 ملايين دينار بحريني وقد ترتب على قيام هذه الصناعة الكثير من الصناعات الأخرى الوسيطة والنهائية ويتم تسويق منتجات الشركة في السوق المحلية بنسبة 20 في المئة وتصدير الباقي الى الأسواق العالمية (80 في المئة).

2- شركة البحرين الدولية لرذاذ المعادن (الرذاذ)

قامت هذه الشركة في العام 1972م وذلك لغرض انتاج بودرة وكريات الألمنيوم المستخدم في صناعة الاصباغ وقطع غيار السيارات وصناعة الحديد وذلك بطاقة انتاجية حالية تبلغ 7 آلاف طن ويساهم بنك البحرين للتنمية بنسبة 51 في المئة من رأس مال الشركة، وشركة Eckart Werke الألمانية بنسبة 49 في المئة، كما أن رأس مال الشركة عند التأسيس قد بلغ مليون دينار بحريني والمدفوع منه 400 ألف دينار بحريني، كما يشار الى أن غالبية انتاج الشركة يصدر الى الخارج.

3- شركة الخليج لدرفلة الألمنيوم (جارمكو)

وفي العام 1986م بدأ الانتاج في أول مصنع درفلة في منطقة الخليج وهو مصنع شركة الخليج لدرفلة الألمنيوم (جارمكو) وهي شركة مساهمة خليجية تبلغ حصة مملكة البحرين فيها 38 في المئة، وتقوم الشركة بانتاج المنتجات المدرفلة والرقائق المعدنية المعاد درفلتها ودوائر الألمنيوم والالواح الملفوفة وغيرها، وقد زاد انتاج الشركة من 60 ألف طن في السنة الى 125 ألف طن وذلك بعد الانتهاء من عملية التوسعة ويتم تسويق المنتجات في بلدان دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط والشرق الاقصى وأوروبا.

4- شركة ميدال للكابلات المحدودة (ميدال)

تأسست شركة ميدال للكابلات في يوليو/ تموز 1977م، وهي شركة بحرينية سعودية مساهمة بنسبة 50 في المئة تقوم بتصنيع الكابلات والموصلات الكهربائية من الألمنيوم بطاقة انتاجية تزيد حاليا عن 60 ألف طن في السنة ويتم تسويق منتجات الشركة في اسواق الشرق الأوسط والشرق الاقصى والاسواق الاوروبية.

5- شركة عجلات الألمنيوم (الوويل)

في العام 1993م بدأ الانتاج في شركة عجلات الألمنيوم المتخصصة في تصنيع عجلات السيارات شبه المصنعة وسبائك العجلات، إذ قام مستثمرون من البحرين بالدخول في شراكة مع أحد المصانع الاجنبية بنسبة 51 في المئة بحريني - 49 في المئة اجنبي، وتبلغ الطاقة الانتاجية الحالية للمصنع 750 ألف عجلة، و12 ألف طن من سبائك العجلات، ويتم تسويق المنتج بين مزودي مصانع السيارات في أوروبا مثل شركة BMW وVW وغيرها، وكذلك في اسواق الشرق الاقصى