الإنجاز الذي حققته الشركة العربية للاستثمار بترتيب وإدارة إيجارة مشتركة لصالح الشركة السودانية للاتصالات (سوداتل)، التي تعد إحدى أكثر شركات المساهمة العامة نجاحا في السودان، بمبلغ 40 مليون دولار أميركي بمشاركة عدد من المصارف والمؤسسات المالية، يعد هذا الإنجاز خطوة ناجحة في الطريق المفضي إلى تحقيق غايات الاستثمارات العربية المشتركة التي تنهض على تكامل عناصر العملية الاستثمارية وتعزز العمل الاقتصادي العربي المشترك.

ومن نافلة القول إن تكامل العناصر الاستثمارية من نحو دراسة جدوى المشروعات، ورؤوس الأموال والموارد البشرية والأسواق على امتداد الوطن العربي تعطي قوة مضافة إلى العملية الاستثمارية وتعجل بتهيئة المنطقة للدخول في ترتيبات السوق العربية المشتركة والتي لا أمل للمنطقة في مستقبل اقتصادي مشرق سواها، ولاسيما أننا نعيش عصرا ميزته التكتلات الاقتصادية الكونية في عالم التجارة والسياسة في مطلع القرن.

وبالنظر إلى تنوع معطيات وإمكانات البلدان العربية، كلا على حدة، نلحظ أن تكامل العملية الاستثمارية والتجارية بين تلك البلدان بمقدوره تحقيق حزمة من الأهداف التي من الممكن أن تحول المنطقة إلى إحدى أكثر المناطق ازدهارا في العالم، فرأس المال الوفير، والأراضي الزراعية الشاسعة والأنهار التي تشق أكثر من دولة، والموارد البشرية المهولة، والثروات الطبيعية... وما إلى ذلك من عناصر أرهقتها حال الشتات العربي اللافت وحالت دون رخاء مواطني المنطقة الذين يعيشون حال من الانقسام الحاد بين الثراء الفاحش والفقر المدقع، كل تلك العناصر إن تم تدويرها في مشروعات مشتركة فهي كفيلة بتحقيق نهضة عربية لافتة.

وما من سبيل إلى السمو بالمنطقة اقتصاديا ورفاه مواطنيها إلا بتفعيل آليات التكامل الاقتصادي والاستثماري العربي، وخطوة إثر أخرى نجد أنفسنا على مرمى حجر من ضفاف نهر التكامل الدفاق