أهالي الخليج لديهم كمٌّ كبيرٌ من الأمثال الشعبية، ما شجع كثيرين على جمعها في كتب، لكن معظم مؤلفي هذه الكتب لا يتعدون عملية الجمع والتفسير، ولم أجد مؤلفا منهم يضيف جديدا على الآخر إلا ربما في جمعهم لكمية هذه الأمثال، ويبدو أن السبب في ذلك أن هؤلاء مجرد معدين للكتب، وأرادوا أن يدخلوا عالم التأليف من باب المركب السهل.

ولفت نظري وأنا أتصفح بعض هذه الكتب هذا المثل المتكرر وهو «عنبر أخو بلال» إذ يضرب هذا المثل حين يتشابه الأمران، وتفسيره قريب من المثل العربي القائل: «وافق شنٌ طَبَقه» وإذ إن عنبر وبلال كما يبدو كانا متقاربين في لون بشرتهما وفي ذكائهما... قيل هذا المثل.

حينها تذكرت التشابه بين دائرتي الأوقاف السنية والشيعية، وإن كانت الثانية أشبعت نقدا ومحاسبة بوصفها تحت مجهر الصحافة، وخصوصا من خلال عمود الزميل سيدضياء الموسوي (نبض المجتمع)، ومن خلال تصريحات رئيسها السابق علي الحداد الذي أخرج سيفه من بعد ما غمده بعد ما أبعد من منصبه فكشف الغطاء عما في قدر تلك الدائرة.

المهم تذكرت ما كتب عن تجاوزات ادارة الأوقاف الجعفرية بحسب الرواة السابقين ولم يكتب عن أختها (ادارة الأوقاف السنية)، وأتمنى لو تمت محاسبتها هي الأخرى لتصبح رايتها بيضاء ولا ينطبق عليها المثل الشعبي «عنبر أخو بلال» حتى يبقى مثلا طيبا عن طهر القائمين على الأوقاف السنية.

وعليّ أن أقول إن تجاوزا من نوع آخر يحدث في الأوقاف السنية. هذا التجاوز يأتي من منطلق تحديها لقوانين وزارة العمل والشئون الاجتماعية إذ إنها توظف آسيويين كمراسلين ومنظفي مساجد أو عمال صيانة، اذ يقال إن هناك عدد من عمال الصيانة الاسيويين تضمهم أوقافنا العتيدة، وان عدد من كفلائهم من شخصيات محددة التي تربح من هذه الكفالة! ولكن أرجو أن يكون الخبر الأخير عاريا عن الصحة، لئلا تتعدد التجاوزات من جهة واحدة، وإلا فإن المثل القائل: «عنبر أخو بلال» أصاب كبد الحقيقة