حسنا فعلت البحرين بالاحتفالات والتنظيم والاحتياط الأمني الذي اتخذ لإنجاح «فورمولا 1» ما أضاف بعدا جديدا للبناء والشوارع التي تقود إلى الحلبة والتنظيم الذي تجسد في سهولة الوصول إليها من قبل مشاهدي هذه اللعبة الدولية. والحق يقال ان الأموال التي صرفت وتصرف على هذا الصرح العظيم كانت في محلها إذ يحتمل أن تصل المبالغ المستثمرة في الحلبة إلى نحو 200 مليون دولار ولكن المردود سيتضاعف في غضون وقت قصير بفعل الأموال التي تتدفق من الزوار الأجانب.

كما فعل حسنا ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بتخصيص منطقة لطلاب جامعة البحرين لتشجيعهم على حضور المسابقة الدولية التي حازت البحرين شرف تنظيمها، وهذا يدل على سعة أفقه ونظرته الحكيمة كما فعل حين كافح من أجل أن تقوم البحرين بتنظيم هذا الحدث العالمي خدمة لمستقبل الأجيال القادمة.

ولكي نعطي انطباعا حسنا عن المملكة على الجميع المشاركة في إنجاح ذلك وخصوصا في اليوم الأخير وهو يوم الأحد وحتى بالنسبة للذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على تذكرة أو ليست لديهم القدرة فعليهم الحضور إلى جوار المنطقة. كما أقترح أن يسمح المسئولون للجميع بالحضور في يوم الأحد وأن يكون وجودهم في المدخل العام للجامعة بالحلبة.

غير أنه في ظل كل هذا وذاك هناك تلة مكشوفة في الجزء الشرقي من الحلبة والتي أطلق عليها المدخل العام للجامعة (General Admission University) خصصت لبعض المشاهدين الذي لا يستطيعون شراء التذاكر الباهظة الثمن. وتخيل كيف لك أن تجلس في أشعة الشمس لمشاهدة السباق لمدة تصل إلى 6 أو 7 ساعات بينما كان الأجدى أن تضع الشركة المنفذة أو المسئولون عن الحلبة خياما أو ما شابه ذلك في الجهة المقابلة لكي يتقي المشاهدون أشعة الشمس المحرقة وخصوصا في منتصف النهار فليس من المعقول أن تترك المنطقة مكشوفة هكذا ما يؤثر نفسيا على المشاهد الذي دفع نحو 100 دولار لمشاهدة الحدث ويفضل أن يترك المكان على أن يعرض نفسه لمدة طويلة لأشعة الشمس. كما أن عدم وجود مقاعد ولو خشبية رخيصة تنصب على التلة «يزيد الطين بلة» ولا يعكس بالضرورة الجو الذي كنا نرغب أن يستقبل به ضيوف البحرين أو نهيئه للأشخاص الذين قطعوا مسافات طويلة بهدف حضور السباق العالمي بل يعطي انطباعا مخالفا وهو عدم الاهتمام أو اللامبالاة!

والانطباع الأولي هو أن الأشخاص الذين اختاروا التلة قد يكونون أكثر عددا ممن هم في المدرجات الواسعة في الجهة المقابلة في صبيحة يوم الجمعة! ولذلك فإن السماح للأشخاص غير القادرين والراغبين في الحضور قد يجيء في سياق محاولة إنجاح البطولة