تتواصل لقاءات بعض التيارات الشيعية والسنية لتنسيق المواقف وتوثيق الوحدة العراقية بين الطائفتين وتوجيه الشعب العراقي باتجاه رفض الاحتلال وقانون ادارة الدولة والمطالبة بقيام حكومة شرعية منتخبة.
وبدأت هذه التيارات تحركها منذ فترة قصيرة بعد أن صدر قانون ادارة الدولة الذي تعارضه غالبية التيارات العربية في العراق، وأيضا بعد اتساع دائرة الاغتيالات لبعض الرموز الاسلاميين من سنة وشيعية وحدوث تفجيرات غامضة في عدد من الجوامع والحسينيات.
وخوفا من اختراق وحدة الصف الوطني واللعب على الجانب الطائفي من قبل جهات مشبوهة رفيعة، بادر وفد يمثل هيئة علماء المسلمين «هيئة سنية» إلى زيارة النجف الأشرف واللقاء بالمرجع الإسلامي السيدعلي السيستاني والتباحث معه في الشأن العراقي ووحدة الطائفتين وامور اخرى تتعلق بالموقف من قانون ادارة الدولة والانتخابات ومجلس الحكم وكذلك الموقف من الاحتلال. وعاد الوفد وهو يحمل تفاؤلا كبيرا بأن السيستاني أكد التزام المرجعية المطلق بوحدة المسلمين سنة وشيعة، ووحدة الشعب العراقي بأطيافه الاجتماعية كافة، وأن المرجعية لن تفرق بين العراقيين وستبقى تدافع عن حقوق الجميع من دون استثناء.
وتقول مصادر عليمة إن نجل السيد السيستاني رضا السيستاني سيتوجه إلى بغداد للالتقاء بممثلي التيارات السنية تأكيدا لوحدة المسلمين، وبدأت تظهر ملامح الاتفاق اثناء خطب الجمعة، إذ شارك السيدعمار الحكيم المصلين في جامع الشيخ عبدالقادر الكيلاني وألقى خطبة أكد فيها مع زميله خطيب الجامع وحدة الطائفتين ووقوفهما المشترك ضد كل الاخطار التي تهدد العراق ووحدة شعبه.
وتعرض معظم خطباء الجوامع الآخرين الى هذه القضية، وطالبوا بالمزيد من التعاون والتكاتف بين طوائف العراق لطرد المحتلين واقامة نظام وطني يخدم الشعب العراقي. ودعى السيد مقتدى الصدر في خطبة الجمعة التي أقيمت في جامع الكوفة إلى حل مجلس الحكم واتهمه بالخيانة وطالب بطرد المحتلين وتعطيل قانون ادارة الدولة الذي اعتبره قانونا صنعته الادارة الاميركية ولا يمثل الشعب العراقي
العدد 570 - الأحد 28 مارس 2004م الموافق 06 صفر 1425هـ