العدد 569 - السبت 27 مارس 2004م الموافق 05 صفر 1425هـ

أخلاقيات جنوب شرق آسيا

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

عندما سمعت عن عملية السطو المسلح على أحد المصارف بالرفاع وتمكن المسلحين من الاستيلاء على مبلغ من المال تحت تهديد السلاح وللمرة الثانية في وضح النهار انتابني شيء من الحزن وخفت على بعض كبار المسئولين في أجهزة الأمن من كبيرهم إلى صغيرهم من أن يحذو حذو المسئولين في جنوب شرق آسيا وخصوصا أنني كثيرا ما سمعت أن الكثير من كبار المسئولين من وزراء ومن فوق الوزراء ومن تحتهم يملكون استثمارات في عدد من تلك البلدان وبالتالي فهم من دون شك كثيرو الزيارة لها لرعاية استثماراتهم، ولأن التكرار يعلم الإنسان أخلاقيات تلك البيئة التي يزورونها ما تسبب في خوفي من أن يتأثروا بأخلاقيات المسئولين فيها، فقد اعتاد العالم بين آونة وأخرى سماع انتحار وزير أو مسئول كبير ربما لأسباب قد لا يكون له يد فيها، وإذا لم ينتحر فقد يختار أهون الشرين بأن يستقيل من منصبه أمام شاشات التلفزيون بعد أن ينحني أمام الشعب والدموع تنهمر من عينيه إذ يعتبر نفسه هو المسئول عن سقوط تلك الطائرة أو سرقة تلك المؤسسة أو خسارتها، لهذا خفت من أن يحذو بعض كبار المسئولين في أجهزة الأمن حذوهم فينتحر أحد أو يعمل (في نفسه حاجة) لا سمح الله على حد تعبير أهل الكنانة.

المهم تلقفت منذ الصباح الباكر صحفنا المحلية وصرت أقرأ عناوين الصفحات ولم أجد اسم أحد المنتحرين أو المستقيلين، فحمدت الله على أن كل المسئولين في الأمن بخير ولكن الوسواس ظل يأكل قلبي فسألت أحد المثقفين هاتفيا عسى لم تسمع خبرا لوفاة أحد من كبار المسئولين وتم منع نشر الخبر حتى لا يصاب الشعب البحريني الذي يقدر جهودهم وأصالتهم وعطفهم بالكآبة؟ فقال: «إشله ينتحرون أو يستقيلون؟» قلت: على خلفية السطو على أحد المصرف!

فضحك أخونا في الله: «استينيت؟» وسأل: هل أنت في جنوب شرق آسيا الذي يعتبر فيه الوزير أو أي مسئول كبير نفسه مسئولا مسئولية مباشرة عن كل ما يحدث ضمن حدود وزارته؟ أما عندنا في الوطن العربي والخليج فيرون أن هذه الأمور مسجلة في اللوح المحفوظ قبل ولادتهم، فهذا هو قدرهم، وحتى يرون أن الفقر والجوع كل ذلك قدر المواطن وحتى ثروتهم التي جمعوها قوت الشعب أيضا مكتوبة لهم في اللوح المحفوظ. ما أسوأ هذا الزمن الرديء أن يتحلى البوذيون وغيرهم بالأخلاقيات الإسلامية التي دفعت لا أدري بأي العمرين (ابن الخطاب) أم قريبه (ابن عبدالعزيز) الى أن يحمل كيسا من الطحين على ظهره للمرأة الفقيرة عندما أعلن لو أن بعيرا مات في أقصى هذه الأرض لكنت مسئولا عنه. المهم انني طلبت الله أن يطيل عمر مسئولي أجهزة الأمن ولوحهم المحفوظ

العدد 569 - السبت 27 مارس 2004م الموافق 05 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً