حضرت أمسية أقامها مدير عام شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات مصطفى السيد بمجلس المرباطي في عراد. ونبهنا المحاضر كيف أن الدولة تقدر المبدعين النظريين في مجالات الأدب والفكر والثقافة، وتتجاهل المبدعين في مجال الصناعة مع أن الغرب يفعلون عكس ذلك، وهم على حق؛ لأن الصناعة والعلوم التطبيقية هي التي تقف وراء تقدم الأمم وليس الشعر والأدب. هذا الحديث ذكرني بحكاية بحريني منذ 30 سنة)، حيث يقال إن أحد موظفي بابكو الشباب المنتسبين لمدرسة التدريب التي كانوا يسمونها (الأبرنتس) تخرج بتفوق على كل زملائه. وكان من عادة شركة النفط هذه إرسال طلبتها الأوائل للدراسة في إنجلترا.
فرح هذا الموظف بنتيجته واستعد للسفر ولكن دائرة المعارف التي كانت مسئولة عن التعليم والبعثات آنذاك رفضت؛ لأن الولد كان اسمه نيروز ما يعني أنه ينحدر من أصل إيراني. فاقترح عليه بعض زملائه ألا يهدر وقته وهو بهذا المستوى من الذكاء ويلتحق بالمجلس الثقافي البريطاني فإن فاز بدرجات عالية فهم يتكفلون بدراسته على نفقتهم. سمع الولد نصيحة أصدقائه وتقدم للالتحاق مباشرة بالسنة النهائية وفعلا بسبب ذكائه المفرط نال أعلى الدرجات بين زملائه فقرر المجلس ابتعاثه غير أن وزارة التربية وقفت مرة أخرى في وجه سفره، فنصحه أصدقاؤه بالسفر إلى إيران مادامت هذه العقبة الكأداء تقف في وجهه. استمع إلى نصيحتهم وسافر إلى مسقط رأس أجداده ولكن الذي حدث أنه اعتقل بمجرد وصوله معتقدين أنه يعمل لحساب المخابرات البحرينية وغاب بضع سنوات في سجون الشاه ثم أطلق سراحه بعد سنتين كما يقول صديقه الراوي. ويواصل الأخير قائلا: اختفت أخبار صديقي أكثر من 25 سنة، وفي هذه الفترة أكملت أنا الدكتوراه في فرنسا في مجال أبحاث الأقمار الاصطناعية. وبعد بضع سنوات أرسلتني وزارة الإسكان للمشاركة في مؤتمر عن الذرة في كندا، وكان المؤتمر يضم ما يزيد على 500 من كبار العلماء في العالم وكان مدير المؤتمر يكرر بين الحين والآخر «سيصل البروفيسور نيروز بعد قليل». وفعلا بعد دقائق وجدت نيروزنا دخل محاطا بعشرات من عناصر الأمن وسط تصفيق حار من العلماء. وبعد أن انتهت محاضرته أحيط مرة أخرى بعشرات من عناصر الأمن وما إن خرج حتى سألت أحد المسئولين أن يرتب لي مقابلة معه، فابتسم وقال: يمكنك مقابلة رئيس الوزراء بعد ساعة ولكن البروفيسور نيروز من الصعب مقابلته. قلت لماذا؟ أجاب لأن كندا فيها آلاف السياسيين ولكن ليس فيها بروفيسور واحد بمستوى نيروز. ابتسمت وقلت: باعته البحرين (برخيص) وشرته كندا. يبدو أن من سوء حظه أنه ولد قبل مرحلة التجنيس السياسي
العدد 568 - الجمعة 26 مارس 2004م الموافق 04 صفر 1425هـ
مو غريبة
ليس هذا فقط من باعتة البحرين حتى من كان عنده ضمير واصل في البلد فلا غرابة في وطن فتح ذراعة الى الغريب على حساب المواطن وهناك دود تنخر في البحرين حتى تتعفن