يوما إثر يوم تتجلى حزم من التحولات في نادي النفط العالمي، إذ تلتحق دول جديدة بالنادي منتجة كانت أم مستهلكة، وبذات الزخم تتقدم دول كانت على الهامش إلى العمق تمهيدا إلى الصعود نحو المراقي العليا في النادي الذي كان ومازال عنوانا للثراء والرخاء والتقدم، وفي الوقت ذاته تتقدم دول كانت «مجرد مستهلكة» للنفط إلى «صدارة المستهلكين» كالصين على سبيل المثال.

وعلى رغم كثرة الحديث عن احتمالات تراجع الاهتمام العالمي بالنفط كمصدر أول للطاقة في العالم مقرونا بأحاديث ودراسات عن احتمالات نضوب معين الأرض من النفط، تتزايد اهتمامات المستثمرين بالنفط ويمضون ينفقون بسخاء من أجل دراسات الاستكشاف أو الدخول في مشروعات مشتركة مع منتجين محتملين.

وفي السياق ذاته قالت تقارير وكالات الأنباء إن احتياطي النفط القابل للاستخراج في فيتنام، التي كانت دولة فقيرة جدا حتى وقت قريب، يبلغ نحو 4 مليارات برميل، ونقلت التقارير عن مسئول في شركة «بتروفيتنام» التابعة للدولة، أمس قوله: «إن الشركة الفيتنامية تقدر أن احتياطي الخام الذي يمكن استخراجه ارتفع بنسبة 17,6 في المئة مقارنة بحجمه في العام 2002 ليصل إلى أربعة مليارات برميل»، الأمر الذي يؤشر إلى احتمالات مؤكدة بتوافد الكثير من المستثمرين إلى تلك الدولة، وإذا عطفنا على ذلك إنتظارات المستثمرين الذين سال لعابهم على نفط بحر قزوين، تتجلى ملامح الخريطة الجديدة لإنتاج وتسويق النفط في مطلع القرن الجديد.

يحدث ذلك ونحن في البلدان العربية نقف موقف المتفرج على لعبة لنا فيها خبرات متراكمة، لكننا لم نحرك ساكنا لتقديم تلك الخبرات لإفادة الأخوة والجيران والأقربين ان كانوا في آسيا الوسطى أو إفريقيا، وتركنا الحبل على الغارب لتنهل الشركات الأميركية والأوروبية من معين تلك الخيرات