يبدو أن حسابات التحالف قد صدقت لأول مرة حينما اختارت الـ 30 من يونيو/ حزيران المقبل، موعدا لتسليم السلطة إلى العراقيين والانسحاب المنظم إلى خارج حدود المدن المأهولة والمناطق المكتظة بالحركة، بعيدا عن التهديدات والهجمات التي تشنها جماعات المقاومة العراقية.

ويأتي هذا الموعد طبقا لحسابات مضبوطة إلى حد ما، تتعلق بظروف مختلفة، منها على سبيل المثال لا الحصر أن الجو في يونيو يميل إلى الاعتدال، على غير أشهر الصيف، فإن حرارتها تصهر حتى الحديد والإسفلت، ولا يستطيع الجندي الأميركي في ضوء التجربة الماضية في العام السابق أن يتحمل أعباء هذه الحرارة. وأغمي على الكثير منهم وخصوصا من حمل معدات وملابس ثقيلة في تلك الأشهر الحارة من العام الماضي.

وكثيرون منهم تعرضوا إلى إصابات قاتلة بفعل هجمات المقاومة التي تنشط في الصيف أكثر من المواسم الأخرى. فالعراقيون متعودون على تحمل الحرارة والتحرك من منطقة إلى أخرى من دون أن تؤثر على حركتهم حرارة الشمس الحارقة، بينما الجندي الأميركي لا يستطيع أن يقاوم وسط هذا الجو، وكان بعضهم قتل لأسباب تتعلق بالبحث عن مكان بارد يستلقي فيه (هذا الجندي) لبعض الوقت حالما تخف حرارة الصيف، وقد وجد أحدهم ميتا أو يكاد حينما حبس نفسه في ثلاجة كبيرة لمدة ساعات.

إن حرارة الصيف في بغداد ربما تكلف القوات الأميركية المزيد من الخسائر، لذلك فإن الإسراع في تسليم السيادة إلى العراقيين في نهاية يونيو هو الموعد الأكثر أمانا لهذه القوات، التي تريد أن تنسحب إلى قواعد ثابتة بعيدا عن مخاطر المدن والبلدات التي تهددها، وستزود هذه القواعد بمستلزمات الحماية وكذلك بأجهزة تبريد وتكييف لتأمين راحة الجنود