التجار في البحرين وبقية دول الخليج العربي مدعوون إلى المشاركة بقوة في ملتقى الشراكة العراقية العربية الذي بدأ أعماله في المنامة للمشاركة في بناء عراق جديد طالما تمنينا نحن العرب أن ينفتح علينا ويكون سندا للدول المجاورة بدلا من أن يكون عبئا عليها كما كان في السنوات الماضية إذ استنزف مدخراتها بسبب الحروب التي انغمس فيها طوال نحو 13 سنة وحرمت ليس شعبه فقط وإنما الشعوب العربية من الاستفادة من خيراته النفطية والمصادر الأخرى التي نأمل ألا تكون طعما سائغا للقوات التي تحتله في الوقت الراهن.
وإذا صحت الأرقام التي صدرت عن الجهات المسئولة التي قالت إنه من المتوقع أن يصل نحو 700 شخص من العراق من تجار ومسئولين فهذا يدل على انفتاح العراق ورغبته الشديدة في فتح صفحة جديدة تهدف إلى لمِّ الشمل العربي الممزق حاليا بفعل الرغبات المشبوهة من بعض القيادات وتكوين قوة اقتصادية عربية انطلاقا من بغداد التي تعتبر واحدة من العاصمة العربية القادرة على قيادة الأمة في طريق الازدهار والرفاهية وهذا لا يتم إلا بتكوين اقتصاد قوي يقف في وجه التحالفات التي تريد أن تعود بهذه الأمة إلى الوراء.
قد تكون الطريق غير سالكة في الوقت الحالي بسبب سوء الأوضاع الأمنية في العراق ولكن على المستثمرين والتجار العرب أن يجدوا في ذلك فرصة سانحة قبل فوات الأوان واقتناص الفرص وما أكثرها في بلد هو في أمسِّ الحاجة إلى مساندة من إخوته الذين وقف بعضهم معه في أوقاته العصيبة في السنوات الماضية على رغم معرفتهم بخلفياته.
فإقامة الملتقى والمعرض المصاحب له في المملكة يدل على أن البحرين هي بوابة العراق الجديد والثقة في إمكان المساندة المالية من قبل المصارف والمؤسسات الموجودة على هذه الأرض الطيبة التي باستطاعتها أن تقف خلف المستثمرين والتجار الذين يرغبون في استثمار أموالهم في مشروعات طويلة الأجل ولكن ذات مردود أفضل وخصوصا بعد عودة الملايين التي كانت مستثمرة في الخارج من قبل المستثمرين في دول الخليج العربية قدرها البعض بنحو مليار دولار منذ نهاية العام 2001.
تظهر الأرقام أن العراق يحتاج إلى نحو 100 مليار دولار لإعادة الإعمار في 15 سنة المقبلة على الأقل وبما أن العراق دولة نفطية رئيسية فإنه قادر على تغطية نفقات البناء والتشييد التي بدأت هناك واستفادت حتى الآن منها بعض الشركات العربية التي اختارتها السلطات الحاكمة وحتى لا نفسح المجال أمام الشركات العالمية الأخرى للسيطرة على هذه السوق الواعدة وخصوصا في ظل هذا الانفتاح الاقتصادي والسياسي الذي تشهده المنطقة، وإن لدى المستثمرين كثيرا من الأموال التي تبحث عن فرص استثمارية.
دعوة إلى كل مستثمر وتاجر في المنطقة إلى أن يطرق أبواب الاستثمار في العراق الجديد والمشاركة في الملتقى الذي يعتبر أفضل وسيلة لمناقشة وربما الحصول على بعض الفرص الاستثمارية المتاحة.
عباس سلمان
العدد 562 - السبت 20 مارس 2004م الموافق 28 محرم 1425هـ