خيط فاصل يجب تمييزه بين أخذ زمام المبادرة لإصلاح وضع ما، وبين العنف الذي لا يؤدي إلى نتيجة ولا يمتلك رؤية واضحة لما يريد تحقيقه، وإذا كان هناك من تبرير لما حصل في المنامة قبل أيام بخصوص اقتحام أوكار بيع الخمور والدعارة بعد إرسال الرسائل للجهات المعنية، التي لم تستمع إليها ولم تعرها اهتماما، فإن ما حدث في الصالحية والبرهامة والخميس مساء أمس الأول أمر لا مبرر له.

ما حصل تقليد لما حصل في المنامة، ولكنه بعيد كل البعد عن الظروف الموضوعية التي صاحبت حوادث المنامة، ولو ان كل شخص متذمر ومحبط أخذ زمام المبادرة في قضية ما، لأصبح البلد فوضى، ولتقوض الأساس الذي يعمل من أجله السياسيون والمعارضون وفق أطر النظام والقانون. إنها فرصة لتقويض حرية التعبير في الصحافة، ولتقويض مبررات أية مبادرة سياسية من أجل الإصلاح، وإعلاء سقف الحريات والمطالبة بالحقوق، فلا يجوز للأجندة الخاصة أن تخترق كل الأولويات في الساحة، وبهذا الأسلوب غير المسئول.

يجب إلفات نظر المعارضة والرموز إلى أن يبادروا لضبط إيقاع الشارع، وعدم انتظار وقوع الخطأ لإصلاحه، فتكرار هذه الحال في أكثر من موقف، ولأكثر من سبب، سيقوض بلا شك فرص المعارضة في تحديد أولوياتها وأجندتها السياسية، والمضي فيها وفق الأطر السلمية.

لقد بح صوتنا ونحن نقول إن اختلاف الرموز فيما بينهم، والمكابرة في الاختلاف، سيحرك الشارع باتجاه أجندته الخاصة التي يرى أن معالجتها ستتم وفق طريقته الخاصة، وأمام هذه الإرهاصات السياسية الخطرة، على الرموز أولا وأخيرا أن يتواضعوا، وأن يتنازلوا بعض الشيء عما يرونه صوابا، وأن يتجهوا لنظم أمورهم وأمور الناس التي تستمع إليهم، فتخلفهم عن ذلك، وإدانتهم للخطأ بعد حصوله سيجعلهم غير قادرين على قيادة الساحة