كما هو ملاحظ، فإن الصورة بدت تتضح معالمها شيئا فشيئا - بالرجوع إلى عنفوان المقال - كما أخذت مظاهر الإجابة في الظهور من خلال ما سبق أن تناولناه في الحلقة السابقة. فطالما وجدت الإعاقة - أيا كانت طبيعة تلك الإعاقة: أكانت عقلية، سمعية، بصرية، صعوبات تعلم، اضطرابات سلوكية وتواصلية، أم جسمية وصحية - فإنها (لا محالة) تحتاج إلى نمط من الخدمات والبرامج التربوية الخاصة متضمنة توائما في المناهج والوسائل والأساليب، وتوافقا في طرائق التعليم المختلفة حتى تتمكن من مسايرة متطلبات العجلة (العلمية - التعليمية) في سيرورتها التربوية الأبدية.
إذن، مسألة «الإعاقة» Handicap هي مربط الفرس - كما يقال - في مسألة الولوج في هذه الفئة أو الخروج من أسوارها كلية. فمن خلال هذا المحك - أي الإعاقة - يمكن لنا القول: إنك من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة أو دون ذلك. فلذلك يستوجب علينا أن نهتدي بالطريق الناجع والنهج السليم من خلال طرح تعريف/ تعاريف لـ «الإعاقة» مستقاة من مصادر المتخصصين وذوي الدراسات والأبحاث والعلاقة المباشرة بهذه الفئة، فبحسب إجماعهم - بأن الإعاقة حال تشير إلى عجز الفرد المصاب على تحقيق تفاعل مثمر مع البيئة الاجتماعية والطبيعية المحيطة به كبقية أقرانه الآخرين المكافئين له في المرحلة العمرية ونوع الجنس.
فـ «الإعاقة» تحول دون قدرة الفرد على تلبية متطلباته لأداء الأدوار المنوطة به في مختلف شئون الحياة وشجونها بسبب ما لحق به من إصابة أو عجز حال دون قيامه بوظائفه الفسيولوجية والسيكولوجية على الوجه الأكمل. ومن هنا يجب التأكيد على مسألة «الوقاية للإعاقة» بحيث لا تقتصر على برامج وخطط تقلل أو تحول من وقوع الإصابة فقط، بل تتعدى للإجراءات التي تحول دون تطور الإصابة إلى حال من العجز، ومن العجز إلى الإعاقة من خلال الإجراءات المناسبة
العدد 545 - الأربعاء 03 مارس 2004م الموافق 11 محرم 1425هـ