تصوير حفلات الزفاف، ظاهرة جديدة انتشرت في المجتمع البحريني، ازداد عدد المصورين الفوتوغرافيين فجأةً نساءً ورجالًا، فتبقى ذكريات الزفاف خالدة عبر التصوير الفوتوغرافي، فمن الجميل أن يحظى العرسان بصور رائعة، فهي المناسبة التي تحدث مرة واحدة في العمر.
بدايات المصورين
غفران الجريش (22عاماً) هاوية للتصوير، تخرجت من معهد البحرين «جرافيك دزاين»، اكتشفت هوايتها من خلال دراستها للتخصص، اختارت مجال تصوير الأعراس بسبب احساسها بالابداع في أفكار متجددة، ودائماً ما تشعر بالانسجام مع العرسان، كما قالت «العروسات شيء جميل»، بالإضافة إلى أنها تقوم بتصوير عدة مجالات من ضمنها المواليد الجدد.
من جانب آخر تقول المصورة زينب العرب «20عاما»، «اكتشفت موهبتي الفوتوغرافية في عام 2012، فكانت أول تجربة لي بتصوير إحدى قريباتي، حتى انني لم أكن أمتلك المعدات الكافية للتصوير».
وذكرت «أول عروس تم تصويرها خارج نطاق العائلة في عام 2013، فأستعرت أدوات التصوير، فقد كان هذا الحفل بداية انطلاقي في مجال تصوير حفلات الزفاف، فأخترته لسهولة التواصل و التعامل مع الزبائن بالإضافة إلى سهولة العمل به».
بالإضافة إلى المصورة وجدان الجناوي «23عاماً، الحاصلة على شهادة بكالوريوس في نظم المعلومات الإدارية، بدأت موهبها منذ المرحلة الدراسية في عام 2010 من خلال التقاط الصور المختلفة في حفلات المدرسة، وعندها بدأت تستقبل مختلف طلبات التصوير، فكانت لها مشاركات وجوائز في مسابقات عديدة.
وتقول «بأن سبب اختياري مجال تصوير الأعراس بسبب تواجده بكثرة خلال طول السنة».
تصوير أعراس الرجال
ومن ناحية تصوير أعراس الرجال، المصور محمود المرزوق (25عاماً)، يذكر أن بداياته كان بعد انتشار برامج التواصل الاجتماعي، فبعد عرضه لأعماله تفاجأ بإعجاب الكثير من المتابعين لأعماله والتي كان يراها نوعاً ما عادية، فكان هذا دافع قوي جعله يستمر في مجال التصوير، فمع الممارسة أصبح له لمساته الخاصة في التصوير الفوتوغرافي والفيديو أيضا، ومن هذه التجربة فقد أصبح لديه قناعة بأنه يمتلك هذه الموهبة.
وأضاف «بأن مجال تصوير حفلات الزفاف هو المجال الأقرب إلى قلبي لأسباب عدة، فحبي لمشاركة الناس في أفراحهم وأن أكون اجتماعيا مع أفراد المجتمع، فأخترت هذا المجال علني أكون سببا في سعادة العرسان ورسم البسمة على شفاه الحاضرين، واخراج تغطية فنية لهذه المناسبة من تصوير فوتوغرافي وفيديو وعمل اللقاءات مع الحضور، وإضافة على ذلك أن الأعراس مستمرة طوال السنة تقريبا، فبتميزك في هذا المجال واقبال الناس على عملك فهذا يعني بأن عملك مستمر طوال السنة».
فرص المصورين
قالت المصورة غفران الجريش «حصلت على عرض من مصورة سعودية أرادت أن نكوّن فريق في السعودية والبحرين، ولكن لم تسمح لي الفرصة إضافة على حصولي على أكثر من حجز تصوير من خارج البحرين».
وأشارت المصورة وجدان الجناوي «حصلت على فرصة تصوير في السعودية، ولكني رفضت بسبب ظروف الدراسة».
المصور محمود المرزوق، يقول «بالنسبة إلى تجربتي الأولى في التصوير خارج البحرين، فقد كانت في السعودية فأجواء الحفل كانت مختلفة تقريباً عن الاجواء في البحرين لكون الحفل في مزرعة كبيرة، إضافة على ذلك أن حفل الزفاف يبدأ في وقت متأخر مقارنة بوقت الحفلات المعتاد في البحرين ويستمر إلى ساعات متأخرة من الليل، فقد واجهتني صعوبات في الوصول إلى موقع الحفل. أما بالنسبة إلى تجربتي الثانية في التصوير في الكويت، كانت الحفلة أكثر تنظيماً وأكثر حضوراً من الحفلات الموجودة في البحرين، وأكثر اريحية في التصوير بسبب مساحة القاعة الكبيرة وسهولة الحركة فيها، لذلك لم أشعر بطول مدة الوقت رغم أن الحفل كان 5 ساعات تقريباً».
صعوبات المصورين
من جهة أخرى، فلابد من الوقوع في العثرات بمنتصف الطريق فتشير المصورة غفران الجريش بأن سرقة حسابها على «الانستغرام» سبب لها صعوبات في العودة من جديد وكسب المتابعين على الحساب الجديد، بالإضافة إلى المبلغ المادي في البداية لم يكن متوفرا لشراء مستلزمات التصوير والاستيديو.
وأضافت «من ناحية أخرى تأخر العروس في الدخول للصالة ورغبتها في التصوير بأسرع وقت، بالإضافة إذا كانت خطوبة أهل من غير علاقة سابقة فتكون أغلب العروسات في حالة توتر وحرج، وكثرة الاطفال في الحفل وقربهم من فلاشات الكاميرا وصعودهم ونزولهم من على المسرح يشكل لي عائق في التصوير».
المصورة زينب العرب لاقت عدة صعوبات خلال تصويرها في حفلات الزفاف فتقول: بأن «من الصعوبات الكثيرة التي اواجهها تكرار أسئلة العرائس عن الصور والحاحهم عليها».
المصورة وجدان الجناوي تشير إلى أن «كثرة طلبات التصوير مثل حصولي على طلب تصوير لعروستين في يوم واحد بين الوقت ومسافة الطريق، ولكن في النهاية قررت أخذ تصوير عرس واحد في اليوم».
ويشير المصور محمود المرزوق «عندما نتحدث عن تصوير الأعراس فنحن نتحدث عن مسئولية كبيرة لأنها تعتبر ليلة العمر، بالإضافة إلى أن تصوير الفيديو تحديداً يتطلب مجهوداً كبيراً جداً من ناحية التركيز واختيار زوايا التصوير وثقل المعدات المستخدمة، فأجواء الحفل تختلف من حفل إلى آخر، فبعض الحفلات تكون مزدحمة وأجواء تكثر فيها الحركة، وأنا مصور فعملي يحتاج إلى التركيز ولكن مع الاستمرار تتأقلم مع هذه الأجواء، بالإضافة إلى حجم قاعة الحفل فبعض الاحيان اواجه صعوبة في تركيب معدات التصوير إذا كان المكان صغير نوعا ما وفي الوقت نفسه ان لا أجعل المعدات تضايق الحاضرين».
وأضاف «بالإضافة إلى أنني أواجه صعوبة في تصوير حفل خارج البحرين وهو صعوبة التنقل بمعدات التصوير من مطار البحرين وصولا إلى مطار الكويت ومن ثم إلى الفندق».
ردة الفعل
أفادت المصورة غفران الجريش بالنسبة لها «بأن التصوير في الربح تناسب عملها وجهدها ولكن بعضهم يستغل السعر أو البعض بعد رؤيته إلى البوم الصور تكون ردة فعله جميلة وهذا أجمل شعور عند المصور».
ويشير المصور محمود المرزوق بأن «المردود ليس مساوياً للجهد الذي ابذله ولكن هذا العمل هو مصدر دخلي الوحيد، فيجب أن اتكيف مع الحالة المادية للفئة التي اتعامل معها بكثرة، خصوصا أن تكاليف الزواج كثيرة، فبقدر المستطاع تكون أسعاري مناسبة للجميع».
طلبات المعازيم
أشار المرزوق بأنه «يحاول قدر الامكان تلبية رغبات الحضور في التصوير بوضعيات مختلفة، فبعض الاحيان يرغب أحد من الحضور بالتصوير مع شخص غير العريس أو التقاط الصور الجماعية لاصدقاء بعيدا عن العريس».
ما يجدر ذكره بأن بعد انتشار ظاهرة تصوير حفلات الزفاف في المجتمع البحريني، فقد تبين بأن أغلبية المصورين يواجهون عدة صعوبات في سبيل إسعاد العرسان ورسم البسمة على شفاههم، كما أنهم يحاولون قدر الإمكان بأن تكون أسعارهم في متناول يد الجميع.
العدد 5383 - الجمعة 02 يونيو 2017م الموافق 07 رمضان 1438هـ