لا يختلف اثنان على أهمية العطاء، وأهمية المؤازرة والتعاون والتكافل الاجتماعي. العطاء الذي يكون نابعاً من القلب، ويكون هدفه قضاء حاجة، وتفريج هم.
وشهر رمضان هو شهر العطاء وشهر البذل، تتسابق فيه جميع الجهات كما الأفراد إلى فعل الخير والإحسان، مهما اختلفت الجهة ومهما اختلف الهدف.
بعض هذه الجهات وهؤلاء الأفراد يوزعون مؤونة للمحتاجين، يوصلونها إلى حيث سكنهم من غير الإشارة إلى أسمائهم وعناوينهم في الإعلام. وبعضهم يرسلون مبالغ مالية تصل المحتاج لبيته أو لحسابه البنكي. فيما ترسل بعض الجهات رسائل للمحتاجين كي يذهبوا لتسلم تلك المعونات عينية كانت أو مادية، من غير تفكير في توفر المواصلات لديهم أم لا، مما قد يشكل عليهم جهداً وعبئاً مالياً يستوجب استخدام المواصلات العامة للوصول لمقر هذه الجمعية أو تلك الجهة.
هناك جهات أخرى، وربما من باب تشجيع الآخرين على البذل، تنشر أخباراً في الإعلام عن هذه المبادرات. هذه الأخبار لا غبار عليها وخصوصاً أن المساعدات تقع تحت بند المسئولية الاجتماعية، فتشيع في المجتمع روح الترابط والرحمة. ولكن ماذا عن الأخبار التي تسعى إلى نشر صور هذه الجهات وهؤلاء الأفراد مع المحتاجين والمستفيدين من هذه المبادرات الإنسانية مع نشر أسمائها؟
ألا يشعر هؤلاء بمدى ألم وإهانة كرامة هذا المحتاج وذاك، وهو يظهر في مواقع التواصل الاجتماعي أو في الإعلام متسلماً مساعدة ما، أو متحدثاً عن عوزه وفرحته بهذه المساعدة؟
نعلم أن الفقر ليس عيباً، وأن في الدنيا الفقير والغني، ولكن الرسول الأكرم حث على صدقة السر في فعله وقوله فقد روي عنه عليه السلام أنه قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... وذكر منهم رجلاً تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه»، وقد روي عن ابن أبي عاصم عن محمَّد بن إسحاق أنَّه قال: «كان النَّاس من أهل المدينة يعيشون، لا يدرون من أين كان معاشهم، فلمَّا مات عليّ بن الحسين فقدوا ذلك الذي كان يأتيهم باللَّيل».
من الجميل أن نسمع بمبادرات إنسانية تشجع غيرها على العطاء والبذل، ومن الجميل أن نعرف أن هذه الجهة أو تلك سباقة لفعل الخير، ولكن مسألة نشر صور وأسماء بعض الأشخاص الذين استفادوا من هذه المبادرة أو تلك حتى وإن كان برضاهم تحتاج إلى إعادة نظر.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5381 - الأربعاء 31 مايو 2017م الموافق 05 رمضان 1438هـ
عزيزتي الاستاذة دهينم .. الصدقة مسألة فقهية .. اجاز قوى الفقه الصدقة والزكاة كانت سرا او علانية .. فالعلوم الحديث كذلك يفرض على الاغنياء الصدقة تحت اسم علمي واكاديمي "المساهمة في المسئولية المجتمعية" فلا حرج من الجهر او السر !! في يومنا هذا لابد من الصدقة ان تكون معلنة .. فهناك من يستغل اموال الصدقة للحملات الانتخابية ومنهم من يحبب الناس اليه على حساب من تصدق من المحسنين .. ارجوا من سيادتك قبول الرأي .. ولك موفور التحية والاحترام والتقدير .. مواطن محب