سعدتُ كثيراً وأنا أرى المجلس الأعلى للصحة يتابع وضع الأنظمه والقوانين لدعم بناء اللبنة الأساسية لما يدور في الحقول الطبية، وبناء المعايير الأساسية التي من الواجب تطبيقها للحصول على أفضل وأرقى الخدمات للإنسان البحريني والمقيمين، ومن المعروف أن هنالك الكثير من المواضيع التي تحتاج إلى الالتفات والاهتمام لوضعها في مسارها الصحيح، ولما يتماشى مع أحدث النظم في العالم الذي يحترم فيه آدمية الإنسان في صحته أو مرضه.
وإن مشوارنا طويل جداً، وعلينا أن تكون الرقابة والإشراف على أوجهما لحماية مصالحنا، ونبذ كل ما لا يتناسب والكفاءة العالمية في العلاجات، وأرجو أن يجد موضوعي طريقه لتحسين الأداء الطبي وتقدمه، وإذ أوجّه ندائي إلى المسئولين عن المجلس الأعلى للصحة لزيادة الرقابة عما يدور من أمورٍ غير حميدة في كواليس المستشفيات عموماً، من التمريض والغذاء والنظافة، والتعقيم، والاهتمام بالمرضى إلى أن يَصَحوا.
ومن هنا أبدأ بموضوعٍ ارتأيته صُدفةً مع دخول قريبة عزيزة لي لأحد المستشفيات الحكومية لإجراء جراحة، ووجدت أثناء زياراتي لها أشياء لم ترقني أو أتوقعها، وخاصةً أنها قامت باختيار العملية من الطب الخاص، وحجز غرفة للحصول على العناية والرعاية الأكثر، ولكن يبدو أنه لا دخل للغرفة الخاصة بأيٍّ من الاهتمام أو الرعاية!
وقد كان هناك بعض الإهمال في أساسيات تلك الحواشي الرفيعة فيما قبل وبعد العملية، مما ينغص فرحة الشفاء، والتي تكون الحد الفاصل ما بين العلاج الناجع والساقط، مهما كان الطبيب ماهراً، فلن تُغتفر مثل تلك الأخطاء والتفاصيل الصغيرة التي تترك آثاراً مُرة وغصةً للعملية في الفؤاد والذاكرة!
ودعوني أقول لكم ما حدث، وعن قصتها باختصارٍ شديد. وأبدؤها بيوم العملية والذي كان مُحدداً بالسابعة صباحاً، وبعد أن قاموا بتجهيزها وأخذ المهدئ، طال انتظارها حتى الحادية عشرة وبعد ذهاب مفعول المهدئ! يعني أربع ساعات تأخير ودون أي اعتذارٍ من الطبيب أو الطاقم الطبي للتخدير، وأنهت العملية وكل شيءٍ كان جيداً بعد ذلك ولله الحمد، عدا بعض التفاصيل الصغيرة والتي لربما غفلوا عن متابعتها، وعلى سبيل المثال عما إذا ما قامت بتفريغ معدتها أو إذا الأكل كان جيداً أو أية أسئلة طبية أخرى، (وإن المريض قد يسهو أو ينسى نفسه ومن المفروض أن يكون هناك من يساعده من الممرضات للاهتمام بتلك الشئون الخاصة والمهمة) ولكن ذلك لم يحدث، وعلى إثره بدأت الأوجاع المؤلمة تمغصها بشدة حين عودتها للبيت في اليوم الثالث للعملية في معدتها، مع غازاتٍ وانتفاخٍ في البطن ولعدة ساعات ما اضطر زوجها لأخذها للطوارئ وإعطائها إبرة مُسكّنة، مع عمل تنظيف للمعدة (enema) والتي يبدو أن السبب كان في الإمساك لأنها لم تُفرغها لعدة أيام.
ولا أعرف لماذا لا يؤخذ المريض كوحدة واحدة؟ وبأن يُسأل عن تفريغ معدته وإعطائه ما يساعده مقدماً، وتجنب الأوجاع أو الذهاب إلى الطوارئ، كان ذلك الجزء الأول من المعاناة!
وتضيف قريبتي لما حدث لها حين عودتها إلى الغرفة بعد العملية مباشرةً، وبأنها وجدت وجبة الغداء وهي لازالت تحت تأثير المخدر، ولم تجد اهتماماً من إحدى الممرضات في مساعدتها لتناوله، فنامت دونه، وحينما ذهبتُ لزيارتها في الخامسة مساءً وجدت الأكل بارداً، ولا يوجد مطبخ لتسخينه، ولا يوجد أيٍّ من المشروبات أو الفاكهة لتصبيرها على الجوع منذ ليلة البارحة، (وهي في غرفة خاصة) من المفروض توفير بعضٍ من المأكولات كحدٍّ أدنى، واضطرت لانتظار وجبة العشاء، وكانت الوجبة تشابه الغداء أيضاً دجاج مع أرز وعصير سكري بلون البرتقال مع الكثير من الخبز، أمّا عن وجبة الفطور فقالت بأنها لأول مرة تعهد فطوراً دون الشاي أو القهوة، وكانت مليئة بالخبز الأبيض (غير الصحي) ومع البيض المسلوق والذي دون الملح والفلفل!
واستغربت كيف أنه لا يوجد في المستشفى من يقوم بالإشراف على قائمة بالتغذية السليمة والمشهية والصحية للمرضى المساكين الذين أتوا للعلاج؟ وقد يتعالجون من المرض ولكنهم قد يعانون من ضعف البنية والصحة خاصةً إذا ما اضطروا إلى البقاء مُدّةٍ أطول وهم دون نشاطٍ في السرير لحرق الغذاء، وهم مُعرَّضون لأمراض بالسمنة!
فالوجبات مُثقلة بالنشويات، والسكريات غير الصحية، والمقالي المشبعة بالزيوت وتخلو من الفاكهة والسلطات، هذا ومن ناحية أخرى استغربت كثيراً لأدوات المائدة والتي كانت بلاستيكية، ومن أرخص الأنواع الخفيفة والصغيرة ما يصعب حتى مسكها لتناول الغذاء، ناهيك عن الوعاء (دورق الماء البلاستيكي) لاحتواء الماء (ومن النوع الذي يساهم في نمو الفطريات) وكان شكله قديماً ما عفى عليه الزمان، والذي يُشعرك بالقرف!
ولا أعرف لماذا لا تُستعمل مياه الصحة وغيرها (الغرشة) القناني الحديثة المعقمة والمُغلقة؟ وإذ أستغرب من وراء الإصرار في أن المستشفى مازال يستعمل المواد البلاستيكية للوجبات، والتي أثبتت الأبحاث تفاعلها الكيماوي مع المأكولات الساخنة وبأنها ضارة، وهل هنالك خلط ما بين مؤسسات المساجين والمرضى، أم أنهم خائفون على المرضى أن يعوروا أنفسهم؟! أو باعتبارالمرضى مساجين للمستشفى!
بعد كل ما رأيت شعرت بالزعل والخجل مع الإحباط حقيقةً، وكأني في إحدى دول العالم الثالث الفقير، ولست في مستشفى حكومي ضخم وذي هيبة، إذا كان هذا حالي وأنا في غرفة خاصة، فما بالك من في الغرف العمومية... كان الله في العون! كيف يرضى مستشفى حكومي بمثل هذه التجاوزات من القائمين عليه سواء من عدم الالتزام في مواعيد إجراء العمليات أو بتقديم هذا النوع من الأغذيه والأوعية البلاستيكية؟ وفي مثل عصرنا الحديث ومع كل تلك الثروة النفطية ما بين أيدينا، والتي من حق شعوبنا أن تنعم بأحسن من ذلك.
وإذ أكتفي بهذا القدر من الانتقاد على رغم وجود أشياء أخرى كثيرة عن الممرضات وغيرها من الأمور ما لا يسعني المجال لذكرها، وكل ما أتمناه هو المزيد من الرقابة والقوانين لإيقاف الانحدار الكبير الذي يصيب مستشفياتنا، والله ولي التوفيق.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 5381 - الأربعاء 31 مايو 2017م الموافق 05 رمضان 1438هـ
شي مخيف
ان تبقى كل هذه الاهدارات في اموالنا ونبين للآخرين اننا عندنا ثقافة وفنون ومسارح وتصرف على التفاهات بينما المرضى يعانون سؤ التغذيه والانحطاط في العلاج الخاطيئ وعدم الالتزام بامواعيد وبهدلة المرضى في عقر دارهم عيب والله ان تحدث هذه المسخرة في هدا العصر
اختى ما قلتي شي جديد. في امور أخرى يشيب له الرأس.
ما فائدة الكلام والنشر
الكل يعيب خدمات مستشفى السلمانية فهل تبدلت ادارته
لا
الكل يشكو من سوء ادارة المراكز الصحية فهل تبدلت إدارتها
لا أيضا
ما الحل إذن
المدير يبقى مدير الى أن يتقاعد وبعدها يخلفه نائبه الذي تشبع بخبرة من سبقه ويبقى الخطأ مستمرا لا يزول ولا ينتهي
اين وزارة الصحة
وزارة الصحه تنام في العسل والمفروض هي التي تقوم بالاشراف على حيثيات الاكل والغذاء وان لايعطوون المرضى سموم اضافة لامراضهم مع الجراثيم في الماء المنقول في اوعية بلاستيكيه واغذية مسمنه وسيئة شكراً د على المقال المفيد
يا سيد ،،
لقد تم توكيل إدارة المطبخ جزئيا في السلمانية الى شركة وأعطوا اشعار لموظفي قسم المطبخ بأن القسم ستتم خصخصته قبل نهاية العام وهذه هى النتيجة تردي في الخدمات الغذائية المقدمة للمريض ومثلما حصل وتم توكيل اعمال النظافة في اقسام السلمانية لشركات خاصة وكانت النتيجة فايروسات وبكتيريا خطرة تصيب المرضى والمرتادين ، خصخصة أقسام وزارة الصحة ستأخذنا الى المجهول .
الكيفية والجودة في مجمع السلمانية الطبي انسوها خلاص ..
بعد الزيادة المهولة بعدد السكان أصبحت الإدارة تفكر بالكمية على حساب الكيفية ولا تجتمع الجودة في الخدمات المقدمة مع عدد كبير من المرضى يفوق الطاقة الإستيعابية للمنشأة الصحية ذاتها ، كل شئ له تبعات واليوم ندفع ثمن من استجلبونم لنا والكل يعرف ما أقصد
عزيزتي
في المستشفيات
وفي غير المستشفيات ... وهي الأهم ربما لأنها هي التي ترفد المستشفيات بالمرضى
تصوري أن حتى بعض المطاعم التي تدعي أنها توفر أطعمة صحية تعطيك شوربة في أوعية بلاستيكية وهي تغلي !
النظافة من الإيمان
وهذه عقيدة عندنا
،، مرة دخلت على طبيب بالمركز الصحي التابع لي فأذهلتني رائحة الطبيب نفسه للدرجة التي كادت أن تصيبني بالدوار وما هى إلا لحظات قليلة قلت فيها مرضي وسارعت بالخروج من غرفته قاصدا مكتب التسجيل للسؤال عن حالة هذا الطبيب فأخبرتني موظفة الإستقبال أن هذا الطبيب يعمل بكثير من الأوقات بمناوبتين متتالبتين وما أن بخرج من المركز حتى يذهب للمركز آخر وهذه ليست الملاحظة الأولى عليه من المرضى مع انه طبيب ممتاز على حسب وصفها .
نفس الموقف حصل لي بعد اضطراري اللمبيت مع ابنتي لمدة شهر في السلمانيه ... اكتشفت ان يتم خلط المرضى ذوي الحالات المعدية مع مرضى الكلى و الذين عندهم فتحة في المعدة لعد توافر سرير و غرف خاصه ... وعلى الام مسؤلية كل شي و(بعض) الممرضات يعتقدون ان دورهم اشرافي فقط ... لدرجة بكاء الطفل من الم السيلان و الممرضه ترفض تغير مكانه و تطلب من الطفل تحمل الالم وغير قذارة المكان و الاسره ... الطعام في نهاية اليوم لايتقبل اكله الاطفال وتكون مسؤلية اهاليهم توفير وجبات الطعام بشكل يومي و عيش المستشفى في الخمام
المسؤل هم المرضى أنفسهم الذين يفضلون الوجبات السريعة التى تدخل لهم من خارج المستشفى؟!!.
اني رقدت في المستشفى واني عندي مرض نقص الخميرة وكل يوم يجبون فطوري باقلة هذا مستشفى ؟؟؟؟