قال رئيس المنظمة الدولية للهجرة اليوم الأربعاء (31 مايو / أيار 2017) إن مهربي البشر يكسبون نحو 35 مليار دولار سنوياً على مستوى العالم ويحركون مأساة المهاجرين الذين يفقدون حياتهم أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا.
وتتزايد أعداد من يموتون وهم يفرون من أفريقيا ومناطق أخرى بسبب الصراعات والأزمات الإنسانية محاولين الوصول إلى أوروبا عن طريق ليبيا ويشجعهم على ذلك مهربون.
وقال رئيس المنظمة الدولية للهجرة وليام لاسي سوينج إن عدد من ماتوا أثناء عبور البحر المتوسط بلغ 1700 حتى الآن هذا العام قبل موسم الصيف الذي تقبل فيه أعداد أكبر عادة على القيام بالرحلة الخطرة بالمقارنة مع 3700 في عام 2015 بكامله وخمسة آلاف في العام الماضي.
وأضاف في مقابلة على هامش مؤتمر عن الهجرة "علينا أن نتوخى الحذر الآن لأن هؤلاء هم من علمنا بموتهم لكن كم عدد الجثث التي غرقت في البحر المتوسط أو دفنت في رمال الصحراء الكبرى؟"
وتابع قوله "هذه هي المأساة ولذلك نحرص بشدة على محاولة تحذير المهاجرين من المهربين.
المهربون هم في الحقيقة المشكلة الأكبر.
(يكسبون) نحو 35 مليار دولار سنويا ونحن نعلم أنهم يكسبون أموالا كثيرة عبر البحر المتوسط".
وأضاف أن تهريب البشر الآن يمثل ثالث أكبر نشاط إجرامي عالمي بعد تهريب السلاح والمخدرات.
وأصبحت ليبيا نقطة مهمة لانطلاق المهاجرين من أفريقيا حيث ينتشر انعدام القانون بعد ست سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي ويقول المهاجرون إن ظروف المعيشة في مراكز المهاجرين التي تديرها الدولة مروعة.
وقال لاسي سوينج الذي زار ليبيا في مارس آذار إن المنظمة "مستعدة للذهاب" وإعادة طاقمها الدولي للعمل في ليبيا في مراكز المهاجرين لكن الأمم المتحدة لم تسمح لها بعد بذلك.
وقدمت المنظمة ومفوضية الأمم المتحدة العليا لشئون اللاجئين أمس الثلثاء خططا في جنيف لزيادة عملها في ليبيا. وقال لاسي سوينج إن المنظمة مستعدة لمساعدة الحكومة بشأن النازحين داخليا في ليبيا والعمل في مراكز المهاجرين.
وقال إن أزمة المهاجرين في أوروبا تعمقت بما وصفها بأنها "مشاعر مناهضة للمهاجرين لم يسبق لها مثيل أججها الآن الاشتباه في أن بعض الفارين من الإرهاب قد يكونون أنفسهم إرهابيين".
لكنه حث الحكومات على محاولة علاج جذور المشكلة وهي الصراعات ونقص المياه والتفاوت الكبير بين الدول الغنية والفقيرة.
وتابع قوله "لم أشهد في حياتي وضعا يشبه ما نحن فيه الآن، فهناك تسعة صراعات مسلحة وحالات طوارئ إنسانية تمتد في مناطق من غرب أفريقيا إلى الهيمالايا".
وقال إنه ينبغي لأوروبا وضع خطة شاملة بشأن الهجرة "لكني لا أتوقع حدوث ذلك في المستقبل القريب لكننا سنبذل ما في وسعنا لمساعدتها في ذلك".
وأكد لاسي سوينج أن "الهجرة ليست مشكلة يتعين حلها بل واقع إنساني يتعين إدارته".
وقال "نعلم أن الهجرة تاريخيا كانت دائما إيجابية للغاية".