وجهي ووجهك لون واحد ولنا
ظل، فمن أنت؟ هل أنت الذي قتلا؟
بالأمس أغلقني يأسي وغادرني
لوني، فهل جئت ضوءا تفتح الأملا؟
تركت قلبي عند النهر نورسة
ظمأى تشظى لديها الماء واشتعلا
رحم الله جدتي التي أخذتني إلى الماضي حرصا على المستقبل، أخذتني إلى الحسين (ع) الذي تجلى فيه أجمل ما في الماضي الموصول بالرسالة من انحياز إلى العدل والحرية والتوحيد ضمانا للوحدة والوحدة ضمانا للتوحيد، وإيثارا للشهادة موتا صيانة لمعنى الشهادة للحق والحقيقة في الحياة، وكأن الحسين في شهادته وشهادة الأبدال من أمثاله ليس سوى ارتقاء في الدرجة للشهود أي للشهادة في الحياة، «إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة من الظالمين إلا برما»... وأجمل ما في ماضي الحسين (ع) هو الأجمل في مستقبلنا، أي أن نبقى على انحيازنا إلى العدل والحرية والوحدة، نبنيها على التوحيد الذي يجمعنا من دون أن يلغي خصائصنا، لأن المعنى المركب أجمل وأبقى وأخصب من المعنى البسيط، هذا إذا أردنا أن نبقى أو نسترجع دورنا أو بعض دورنا في الشراكة الحضارية وتركيب أطروحة ثقافية إيمانية إسلامية إنسانية، تؤهلنا لأن نعيد التواصل مع ماضينا، بدل أن نعيش عليه أو نستهلكه من دون أن نضيف إليه، لنثبت مرة أخرى أننا قادرون على الخلاص من مرض الكسل والاستقالة، وذلك لن يتم لنا بالاستدعاء الخلافي السهل للماضي، بل بالتصدي للأسئلة الصعبة التي يضمرها لنا المستقبل، ولا جواب عليها إلا بالمزيد من المعرفة، ولا مزيد من المعرفة إلا بالمزيد من الشراكة بيننا، أي بالمزيد من الوحدة، على أساس التعدد، وعلى أساس أن التعدد ليس عيبا، بل هو شرط حضاري، والعيب في أطراف المتعدد عندما يميلون إلى التنابذ والإلغاء وتضييق المشترك وتوسيع مساحة التقابل والدفع بالاختلاف إلى التناقض والتناحر.
أخذتني جدتي إلى الذكرى، ذكرى الحسين، لتساعدني على استشراف الغد، لتغسلني بالحزن الحسيني علّه يكون مقدمة لطرح مشروع استحق بإيماني وبذاكرتي الحية والنقية... أخذتني إلى الجامع الضيق، الذي كان يجمعنا، يصالحنا ويصلحنا، وكان من حجر وطين، وله ساحة فيها نخلة وعلى الساحة خيمة وعلى الخيمة شجرة كرمة، كانت النخلة ذكرا لا تثمر فقلنا هذه ليزيد، وهل من طاغية إلا أنجب طاغية، وهل الطغاة من أبناء الحيّات؟ إنهم أبناء الحيّات والافاعي، لا يتقنون إلا السم وبسمهم يموتون وينقرضون، ويذهبون زبدا جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس... وكنا نؤذي النخلة بهرواتنا، أما شجرة الكرمة فكانت مثمرة فقلنا هذه للحسين... وهل يثمر الخير إلا خيرا والخيرون إلا أخيارا، وعلى ما في هذه الأمة من خير وأخيار فإن أهل البيت (ع) هم خير الخير وخير الأخيار بإجماع الخيرين والأخيار، حتى ولو اختلفوا قليلا أو كثيرا، حتى لو نسوا أو تناسوا للحظة، أنهم أو لأنهم موحِّدون فتكليفهم وتشريفهم أن يكونوا موحدين، فإنهم يعودون إلى كنف أهل البيت (ع) يبقى البيت بيت الرسول (ص) بيت الجميع... وكنا إذا ما التقطنا حبة من حبات العنب المتساقطة، نشعر بالدوار والحمى ولا نحسن في اليوم التالي حفظ درسنا وينالنا جزاء المعلم... إذن فقد ذهبت إلى بيت الرسول (ص) في بيت الله، في الجامع الذي كان يجمعنا، ويضمنا، من الشر والكره والقطيعة، ويمنعنا من سؤال أي قادم إلى الصلاة أو مأدبة المجد الحسيني، عن خصوصياته لأنه آت من العام الاسلامي إلى العام الاسلامي، وهكذا كان للقبول والتكامل وكتاب الله الأبلغ، ارتقى بالاختلاف إلى رتبة الاستدلال به على عظمة المدبر وحكمته كأن الاختلاف في الكون والطبيعة والإنسان والمعرفة شرط حضاري من دونه يسود السكون والموت والتكرار القاتل وشرط ألا يتحول الخلاف إلى صراع أي شرط أن يسود الحوار الذي به وحده تتحرر المساحات المشتركة بين المختلفين وينضبطون فيما يختلفون فيه على أساس أن كل طرف ضرورة الآخر وأن الآخر شرط للذات والوعي الحقيقي بها. هل يجمعنا الجامع مع الآن؟ وإذا ما كان الله هو الذي جمعنا في دينه وتوحيده وبيته، فمن ذا الذي يفرقنا؟ عداوة الأعداء وعدوانهم علينا يقتضي اجتماعنا «وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة»، (التوبة: 36) لا يمكن إذن أن يكون الله هو الذي يفرقنا من دون أن يشترط لوحدتنا عدم اختلافنا بل كوننا مختلفين لتكون الوحدة خيارنا واستحقاقنا وإنجازنا. من يوم جدتي والجامع وأيام عاشوراء الأولى في حياتي قررت أن الجميع كانوا يبكون تضامنا معي لأن أمي مريضة وفي لحظة الصفاء الحسيني كنت أشتد في طلب الشفاء من الله.
نحن الآن في لحظة صفاء حسيني يملي علينا هذه الشراكة المباركة التي لا يحسن أن نستهجنها بل نستهجن غيابنا عنها، غيابنا المشترك في الماضي القريب والبعيد، ونعتبر هذا اللقاء فاتحة خير في علاقة الأطراف المكونة لاجتماعنا الوطني في البحرين، وفي علاقة الدولة بالمجتمع الأهلي، نحن الآن كما قلت في لحظة وئام وصفاء، فلنطلب الشفاء لأمتنا المريضة مرضها العضال في فلسطين ومرضها المنتشر في كل أنحاء جسمها وحياتها... على أننا نحن الدواء لأننا نحن الداء.
ومن يومها... قررت أن أتضامن، أن أذهب إلى أحزان الحزانى شريكا لأعود إلى الأفراح شريكا، من منا لم يحزن العام 1948 و1967 وأثناء حرب لبنان؟ ومن منا لم يفرح بالمقاومة في لبنان والتحرير؟ ومن منا لم يفرح بسقوط النظام العابث في بغداد؟ ومن منا لا يعتريه الخوف على العراق وعلى حاله في حالة العراق؟ ومن منا لا يفرح إذا ما التأم العرب والمسلمون على رؤية مشتركة لمستقبل العراق، تحفظ العراق بالعرب وتحفظ العرب في العراق. أيها الأحبة قبل أيام مات عامل فلسطيني دوسا بالأقدام على معبر ارنيز إذ يمارس الصهاينة اللئام كل حقدهم ورذالاتهم وإذلالهم على أهلنا الساعين الى خبزهم اليومي لدى عدوهم الدهري... إذا فأين الكرام؟ أذكركم بالمبدأ الذي يقوم عليه استمرار العدوان الصهيوني علينا في قول هرتزل: «كل شعب ينقسم الى شعبين يصبح في قبضتا» إذن وفي حال الفرقة والتفرقة لا مجال لتبرئة أحد والبراءة منحصرة في الوحدة.
«رأس الجرح والنزيف، ورأسه حوكم يمامة، تحمل الأرض كالرغيفْ، رأسه حوكم علامةْ... صوت من الماء، يقول الصوت: مات لكي ينهيَ عهد الموتْ».
أيها الأحبة، شاركَنا الغرب في إسقاط الدولة العثمانية حسنا، ولم تتحقق دولتنا القومية الواحدة، ولا أدري كيف تتحقق؟ على أنها ليست شرطا لوحدتنا، فوحدتنا محفوظة في اجتماعنا الذي يشكل الإسلام لحمته وسداه، غير أن دولتنا الوطنية أصبحت خيارنا النهائي، إذن فلابد أن ننجزها معا ولابد أن تنجزنا لننجزها، أي لابد للأطراف المكونة لاجتماعنا الوطني في كل بلد من بلادنا، أن تتواطأ على الخير، على دولة تضمنها، ولابد أن تتواطأ الدولة على الخير أي على مجتمع ينتجها يوازيها وينقذها ولا ينقضها لأن نقض الدولة أي تقويضها هو جور نوعي لا يسوّغه تقصير الدولة مهما بلغ، والمساءلة نسبية ومتى ما تحققت بنسبة من العدل والحرية فلابد من الرضا بها وعدم الاقتصار عليها، على أنه لابد دائما من الحكمة والروية.
والحكمة تتجلى أفضل ما تتجلى في اتفاقنا على حماية وترسيخ العيش المشترك الذي لا يناسب إلا السلم الأهلي الذي يمهد ويؤسس لنصاب المواطن الجامع المانع تحت سقف القانون والحق والحرية أي أن تتحول الدولة بالتالي إلى مكان سياسي وإداري وتنموي ورعائي للأفراد على أساس الحق والأهلية، وفي هذا حفظ كامل لحقوق الجماعات أيا كانت دينية أو قومية.
أيها الاخوة: من أين يأتي المسلم، شيعيا أو سنيا إلى الوطن؟ أرضا وإنسانا أو معنى وكيانا جامعا وتكليفا شرعيا ووظيفة حضارية؟ أي إلى العدل والوفاق والحوار والنهضة أي إلى الشهادة الشجاعة للحق والحقيقة التي لا تنحصر ولا تخاصر وإلا انحسرت؟
يأتي من المعنى لا من العدد من التكافؤ لا من الإلغاء من التكامل والتواصل لا من المفاصلة والمناكفة وإلا فقد: «ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر»، (التكاثر: 1 و2) وما من مؤمن إلا وإيمانه يحجز بينه وبين استحضار أو تمثل قيم الجاهلية.
عودا على بدء أعترف أن عاشوراء، أن الحزن الحسيني الجامع المطهر من الأدران والأوثان، أورثني يقينا بأن المختلف يأتلف، لابد أن يأتلف وإن لم يأتلف تلف، وأن الأسماء المتعددة في النصاب الجامع في الإسلام هي سمات ونعوت متعددة لحالات الواحد الموحد المتحد، رأيت الواحد في الكثرة ورأيت الكثرة في الواحد وإلا فما معنى التوحيد؟
تذهب إلى الحسين وتعود إلى الأهل، أهلك، ثم لا تلبث أن تعود إليه، ومن كربلائه إلى كربلاءاتنا، بكى جاري في المجلس عندما استكمل المعزي مشهد السهم يخترق نحر الرضيع العطشان المتلألئ تحت حبال الشمس في هجير الطف وأبوه يستسقي القوم شربة ماء، ويْلي على «فارس عودة» و«محمد الدرة»! فبكيت...
سامحت جاري على إساءة كان قد ارتكبها صباحا في حقي، وتبادلنا الدمع والحب في الحسين، وطلبت العفو من جاري الآخر على ما أسأت إليه فأوسع لي في عينيه وفي صدره عندما رأى النصال تتكسر على النصال في صدر الحسين.
إن مجلس العزاء الحسيني، إذا ما اتسع لكل الحسينيين، من شأنه أن يكون شرفة تتسع لنا ولأبنائنا وأحفادنا، نطل منها معا على غدنا، وإذا ما كنا نجتمع في الحسين، وبالحسين، أي في كنف رسول الله (ص) حول ريحانته وبعض من بضعته، فإنه هدر لدم الحسين أن نخرج من مجلسه مفترقين فيه أو به أو عليه، أي علينا، لأننا في حاجة إلى الحسين ولا يتوهمن أحد منا أن الحسين في حاجة إليه.
في عاشوراء... يصبح البصر في مدى البصيرة، يرتفع الغطاء فيصبح البصر حديدا... فأرى رأسي مقطوعا وثوبي مسلوبا ونفطي مرصودا وغدي ملبدا، وطفلي ممددا وخيمتي محروقة ومياهي مني ممنوعة، وأطرافي موزعة موجوعة، وأختي وبنتي مسبيّة «وأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، يملأن مني أكرشة جوفا وأجربة سغبا» أليس رأسي أو رأس الحسين هو ذلك المرفوع شظايا في الهواء في الرياض والرباط والعراق، أليس هو ذلك الذي يلامس السماء رفعة... وحده... وحيدا... في «خليل الرحمن» و«غزة هاشم» و«الشافعي»؟ أليس هو ذاك الذي لا يجد له مستقرا إلا بين يدي جعفر الطيار المقطوعتين، الموصولتين بكفيّ العباس، قمر بني هاشم؟ وهو هو الموضوع في الطشت بين الغوطة وقاسيون، بين يدي يزيد وهو يحتسي بكور الخمرة، وينكث الثغر النبوي الجميل العاطر المعطر بشفتي الرسول الأكرم بالخيزران، ويستدعي دخوله في بدر واحد ويجاهر
«ذهبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحي نزل»
كانت الرؤوس سبعة وسبعين على جبين كل منها رقعة باسمه، لأن طول الطريق وحرارة الشمس غيّرت المعالم... وصلّينا في قانا على سبعة وسبعين جثمانا، على نعش كل منها رقعة باسمه، لأن القذائف الحارقة غيّرت معالم الرؤوس والوجوه، خلطت أجساد الأمهات بأجساد أطفالهن، وأجساد المعلِّمات بأجساد التلاميذ، وأجساد المسيحيين بأجساد المسلمين... وصلّى معنا لبنان الوطن كله على كل شهدائه، كأنه كان يقول كما يقول كل وطن لأهله: لن أكون إلا بالجميع من أجل الجميع.
أيها الأحبة تعالوا ببركة دم الحسين نتصارح لنتصالح ونتصالح لنتصارح، لنعيش معا وننهض معا ونبلغ معا رضوان الله ونستحق مغفرته ورحمته... أما فرادى فإننا نصبح صدى أو سُدى، يأكلنا الصدا ونتفرق أيدي سبا.
أيها العقلاء في البحرين... عندما يكون البحر واحدا وينقسم أو يقسَّم، فإن إعادته إلى وحدته أصعب بكثير من توحيد البحرين المتقاربين في بحر واحد، حتى لو كان كل منهما يصارع الآخر على الحد الفاصل بينهما طمعا من كل بحر بزيادة مساحته... واعتبروا بالجزائر التي لا أدري متى وكيف تلتئم بعدما انكسر الواحد... واعتبروا بلبنان المتعدد الذي لكم فيه عبرة وأمثولة وهو ينتظر منكم أمثولة بعد العبرة واحمدوا الله كما نحمده معكم على أنها في البحرين كانت عابرة... أما في لبنان فقد أقامت طويلا، استقوينا خلالها على بعضنا بعضا، واستقوينا على الدولة معا واستقوت الدولة علينا، فسقطنا على الدولة وسقطت الدولة علينا، وها نحن نسعى مصرين إلى أن نقيم دولتنا على كاهلنا ونقوم على عاتقها، أي أننا لابد أن نرقى بالتعدد إلى مستوى الأطروحة والرسالة الحضارية، بدل القبول به على مضض، وتحين الفرص لتحويله من الحوار إلى الصراع.
كربلاء هي إحدى المساحات الفسيحة المشتركة بيننا... وبيننا وبين الإنسان في كل مكان... والحوادث والأفكار العظمى في التاريخ لا تبقى رهينة ظروفها الأولى... ولا أقصد هنا أن كربلاء نشأت شيعية ونحن تدعو إلى أسلمتها... إنها إسلامية النشأة والهوية، ومن هنا فإننا مدعوون إلى الكف عن حصرها من جهة...والانكفاء عنها من جهة أخرى... وأنا هنا أجاهر بالقول إنه كان للشيعة ومازال فضل كبير في ترسيخ معنى عاشوراء في الوجدان، طارحا سؤالا عن المبالغات البويهية والصفوية لأهداف سياسية... معترفا بأن أجمل ما قرأت في كربلاء بعضه شيعي وبعضه مسيحي وأكثره سني، من عبدالله العلايلي إلى العقاد إلى طه حسين إلى عبدالرحمن الشرقاوي... إذن فلنفتح منازل أهل البيت (ع) لطالبي الدفء والسمو والأمان والمثال والأسوة، لنقرأ التعدد الإسلامي على حروف عدة ومعانٍ عدة، على منهج توحيدي... كنا ننادي... ومازال بعضنا ينادي، من دون سوء نية، وإنما جريا وراء السائد من الخطاب السياسي. كنا ننادي بأنه لابد من الارتقاء بعاشوراء من واقعة إلى ثورة.
حسنا على ألا تكون الثورة رديفا للفوضى ومجالا للدعاوى الايديولوجية المغلقة التي تستأصل ما في الإنسان من وهج وحيوية، وتأخذ بيده ليلا من حائط مسدود إلى حائط مسدود. وقرأنا أن الحسين (ع) لم يكن يريد إلا الإصلاح في أمة جده، يريد إعادة الفروع إلى الأصول، يريد تعديلا للمسار إلى جهة العدل.
إذا نفتح كتاب الحسين على معاصرة تجافي الأصول والأصالة، لا تقطع ولا تنقطع، وعلى إيمان يماهي بين التوحيد والوحدة، ويأبى طلب العدل بالجور، وفي العمق، وإلا تحول التاريخ إلى مهجر ومغترب وفقدنا لياقتنا في مواجهة غول العولمة بإيقاعها الامبراطوري، وحرمنا أنفسنا وأجيالنا من نعم مفترضة لهذه العولمة ولكنها تحتاج إلى همّة وذمة.
«وكيف جئت ربيعا رملُ راحته
تكوَّن النجمُ من رؤياه واكتحلا
والسيف ينزف ماء قلتُ وارتجفت
كفُّ الزمان فهل أنت الذي قُتلا؟»
نص محاضرة ألقاها في بيت القرآن
إقرأ أيضا لـ "هاني فحص"العدد 538 - الأربعاء 25 فبراير 2004م الموافق 04 محرم 1425هـ