في تقرير أعده ناصر جاسر الآغا، مشرف أكاديمي متفرغ، برنامج التربية- منطقة خان يونس التعليمية، عن واقع القراءة في الوطن العربي، يعطي المعلومات المخيفة التالية:
وطبعا الأسباب كثيرة ومتعددة أورد منها الآغا الآتي:
وفي تقارير أخرى لليونسكو بشأن نفس الموضوع ، تواجهك الاحصاءات الصادمة التالية:
هذه الأرقام والمعلومات ليست بالجديدة على القارئ الكريم، ولكن الذكرى تنفع المؤمنين. ولكن موضوع عدم القراءة وقلة الثقافة يصل بالأمم إلى حضيض التاريخ، وما يحصل من حولنا من حروب ومآسي، هو من أسباب الجهل والتخلف الناتج عن القصور في القراءة واستقاء المعلومات. فعلى مر العصور والأزمان تقاس الأمم ودرجة تقدمها بمدى أفكارها وثقافتها وليس بأموالها.
ولذلك فإن أولياء الأمور عليهم واجب تشجيع أبنائهم وبناتهم على القراءة والمثابرة على هذا التشجيع. كما يجب عليهم أن يكونوا القدوّة لأبنائهم. فليس من المعقول أن تتوقعوا من أولادكم وبناتكم القراءة، إذا كنتم كأولياء أمور لا تقرأون، حيث أن فاقد الشيء لا يعطيه. القراءة شيء مقدس، فالله سبحانه في محكم كتابه وفي أول سورة في القرآن، قال للرسول الأعظم «اقرأ...». أليس هذا كافيا في اعتبار القراءة شيئا واجبا ومقدسا.
من السهل أن نجد الحجج الكثيرة لانشغالنا بأمور الحياة، وواجب الاهتمام بمتطلبات العيال، من مأكل وملبس وتعليم وغيرها. وهذه الأمور مهمة جدا، ولكن لا يجب أبدا التقليل من أهمية القراءة. فهي الغذاء الفكري للفرد، وتزوده بمعلومات ومعارف يستطيع استخدامها في تحسين حياته وحياة من حوله.
الفرد في الغرب صغيرا وكبيرا يقرأ وهو في الطائرة، ويقرأ وهو في القطار، ويقرأ وهو في الباص، ويقرأ وهو جالس في انتظار الباص أو القطار، ويقرأ كلما سنحت الفرصة له. أليس هذا، استقاء للثقافة وتوسيعا للمدارك وقبولا للرأي الآخر، والاستفادة من مختلف الأفكار؟... ونحن لا نقرأ إلا لماما، ونعطي الحق لأنفسنا بأننا الأفضل والأحسن، ونتناسى بأننا نستخدم ما يصنعه الآخرون، ونتساءل وباستغراب كبير لماذا نحن متأخرون؟. نحن لسنا فقط متأخرين، بل نحن عالة على بقية دول العالم المتقدم.
ليس أمامنا كأفراد وأولياء أمور إلا الصدق في تغيير حالنا، من خلال المبادرة في القراءة وفي تشجيع أبنائنا عليها، والاستمرار في التشجيع بصدق، فليس هناك طريق آخر للتقدم وفهم متطلبات الحياة غير سبيل القراءة. إهمال واجبنا نحو أبنائنا المتمثل في تشجيعهم على القراءة يعتبر مساهمة مباشرة منا في مواصلة القصور والتخلف ومجاراة العصر. نحن نعلم جميعا، بأن البعض يقنع نفسه بأنه وأولاده يقرأون الكثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فهل هذه فعلا قراءة، أم في الغالب تضييع وقت ثمين في استقاء معلومات، ربما تكون غير دقيقة أو منقوصة. لو استخدمنا جزءا بسيطا من الساعات التي نقضيها على التلفونات المحمولة لقراءة معلومات غير مجدية، في قراءة كتاب لمدة ساعة أو حتى نصف ساعة يوميا، لاستطعنا اكتساب معارف جديدة، وأعطينا عقولنا بعض الحافز في التفكير واستنباط معارف جديدة. وفقكم الله جميعا للقراءة، وأعانكم على تشجيع من حولكم عليها.
إقرأ أيضا لـ "صالح حسين"العدد 5378 - الأحد 28 مايو 2017م الموافق 02 رمضان 1438هـ
لا يختلف اثنان على ان القرأة هي مفتاح العلم و المعرفة بل و السعاده ايضاً،و لكن هناك عدة أسباب لعزوف البعض عنها،فهناك الأسباب التربوية التي تغيب فيها ثقافة الكتاب عن بعض البيوت،و منها اسباب شخصيه كالنظرة القاصرة و الجهل و الغرور و منها اقتصايه كغلاء اسعار الكتب..ولد النبيه
تحية طيبةلك سيد صالح
إقرء كلمةخفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان و لكن لا معنى لها في الوطن العربي لاننا مشغولون بالتوافه و التناحر
و بالرغم ان كتب تنمية المهارات و سير العظماء و بلغات عدة تملئ المكتبات الا انه الاصرار على البقاء على الامية الثقافكرية متجذر و لربما نحن اولياء الامور و سلك التعليم سبب توريث التخلف و عدم الاهتمام بالكتاب و توابعه السمعية و المرئية
و هذا يفسر كون العقل العربي ريسيفر غير مؤهل لتحليل المواضيع التي يمر بها و تهمه و من ثم فأن التاثير عليه سهل يسير
د. حسن الصددي
أحسنتم، ولكن: ماذا نقرأ؟
حينما تكون هناك مسابقات تحدي القراءة وغيرها، يتحيّر كل من ولي الأمر والطالب في تحديد نوعية الكتب الملائمة لتلك المرحلة العمرية أو التي يمكن الاستفادة منها.