أعتقد أن البطولة الخليجية الـ 37 للأندية أبطال الدوري لكرة السلة التي اختتمت أخيراً في البحرين قد أسدلت الستار بشكل كبير على موضة شماعة التحكيم التي سيطرت على كرة السلة البحرينية خصوصاً والرياضة المحلية عموماً خلال السنوات الماضية.
التحكيم باعتباره شماعة وأداة تأثير وتبرير كان يستخدم بشكل يومي من قبل أغلب الفرق والمدربين.
في دوري كرة السلة خصوصاً هناك مدربون وفرق متخصصة فقط في التحكيم وليس في ممارسة اللعب، وتراهم يتفاعلون ويحتجون مع كل صافرة.
حتى في دوريات الفئات العمرية التي تهدف بالأساس لصقل وبناء اللاعبين مهارياً وفنياً وكذلك قيمياً كنا نشاهد فيها من التمثيليات والمسرحيات التي تقوم بها بعض الفرق والمدربون؛ ما يبعث على التعجب والتندر.
مدربون مع كل صافرة للحكم في بداية اللقاء يلفون أجسامهم اتجاه المنصة الرئيسية ضاحكين ومستهزئين وملوحين في انطلاقة لمسرحية التبرير وتمهيداً لما هو لاحق، ومع وصول المباراة لمنتصفها تبدأ الاحتجاجات والاعتراضات ويتعالى الصراخ، وفي نهاية اللقاء لا تسير المباراة إذ مع كل صافرة هناك توقف وهناك احتجاج وتهجم على الحكم في مشهد سريالي مثير للاشمئزاز.
مدربون ولاعبون وإداريون قيمتهم الفنية والإدارية فقط في مهاجمة الحكام ومحاولة التأثير عليهم، وخصوصاً في ظل غياب مظلة الحماية للحكم المحلي الذي يترك وحيداً لمواجهة الواقع المر.
في البطولة الخليجية الأخيرة في البحرين كانت الأمور في بدايتها تسير على المنوال نفسه احتجاجات واعتراضات واشتباكات ظناً منهم أنهم في الدوري المحلي، قبل أن تبدأ الأمور بالتغير نتيجة عوامل عدة لا مجال لذكرها حالياً.
عندها فقط بدأت الفرق البحرينية في لعب كرة السلة وفي الاستمتاع بأجواء البطولة والدخول في التنافس الرياضي بعيداً عن نظرية المؤامرة وبعيداً عن استراتيجية التبرير فقدمت مستويات متطورة ومفعمة بالحماس والأداء الفعال.
نتمنى أن تكون هذه البطولة درساً للجميع، اتحاداً وإعلاماً وفرقاً ومدربين وجماهير أن زمن شماعة التحكيم قد ولى إلى غير رجعة.
أن يهتم كل فرد بعمله ويركز على الإبداع فيه خير له من أن يصرف جهده وأعصابه وتركيزه في الاعتراضات والاحتجاجات التي تفسد اللعبة وتمنع تطورها.
اتضح جلياً من البطولة الخليجية ما ينقصنا على الصعيد المحلي، فنحن لا نلعب كرة سلة حقيقية وخصوصاً في المباريات الحساسة والمهمة وإنما نتسلى جميعاً في البحث عن المبررات، ونهائي الدوري بين المحرق والأهلي وأحداثه ليس ببعيد عنا.
وكما أقصيت فرقنا من الدور نصف النهائي في خليجية السلة أقصي حكامنا أيضاً لأن الحال من بعضه ولا أحد أفضل من الآخر، فكان الغياب كاملاً عن النهائيات.
ما أتمناه أن تكون هذه البطولة وسلبيات الموسم الماضي والمواسم السابقة درساً لنا جميعاً في أن نبدأ بالفعل في لعب كرة السلة وممارسة الرياضة بمنظور آخر تكون فيه قيم التطور والإبداع والإنجاز متقدمة على استراتيجية التبرير، ومتقدمة على المسرحيات التي شبعنا منها ولم يعد هناك مزيد من المجال لهضمها، فكفى استهتاراً وكفى تلاعباً.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 5372 - الإثنين 22 مايو 2017م الموافق 26 شعبان 1438هـ
مقالاتك متناقضة ولا نعرف ماذا تريد مرة تدافع عن الحكم ومرة تحملهم المسئولة عن خروج المنامة والأهلي من بطولة الخليج واليوم مقال اخر متناقض
يجب ان ننسى التحكيم و نزيله كمبرر في جميع الالعاب لأن سالفة التحكيم موجودة مع مشاكلها طالما وجدت اي لعبة و لذلك لا داعي لعرض صور اخطاء التحكيم و جهلها سماعة لأي فريق لم يفز بالبطولة في اي لعبة كانت لأنها مشكلة لن يرضى عنها الجميع مطلقا
نعم استاد محمد عندما سآل احد المدربين العالمين عن اخطاء التحكيم اجاب لن اتكلم عن التحكيم لانة فريقي يستفيد احيانا من اخطاء التحكيم .