قد أُصبت بالزكام... ولم أعد أقوي حتى على الكلام... انتقل إليّ هذا الميكروب المعدي خفية وتمكّن منّي... وسيطر كلية على وظائف جسمي... خانتني خلايا الدم البيضاء سريعاً وسقطت كما سقط جيش بغداد يوم الوقيعة.
سقطت على الفراش صريعاً بعدما توقف جسمي عن المقاومة وبدأ مع الفيروس في المساومة.
جلست خلايا الدم البيضاء للحوار وهي مستعدة تماماً لتسليم هذا الجسد الهالك للواحد الجبار.
لم أكن مستعداً في ذلك الوقت للحساب فلست أملك في رصيدي ما يصد عني العذاب... فاتصلت سريعاً بالدكتور وطلبت منه العون على الفور.
أتى الدكتور على عجل... دكتورنا لم يعرف في حياته الكسل... نظر إليّ جيداً وقال... ليس هنالك ما يقال...!
قضيتك يائسة... حالتك بائسة... عيناك منتفختان... كأنهما كرتان... لوزتاك ملتهبتان إنهما مريضتان.
منزلك عتيقْ... أريد أجري... فلم أزُرك كصديقْ.
قدم لي الطبيب الدواءْ... حين تناولته دعوت الله الشفاءْ... غفوت ليلتي تلك وأنا أتوجعْ... لكني والله للألم لم أخضعْ... كنت أحس داخل جسدي بالمعركة... بين خلايا الدم البيضاء الخائنة... وبين ما تبقي في جسدي من خلايا المقاومة النائمة... لم يعد للفيروس فيها أي دَوْر فقد أدرك أن جسدي أرضٌ بور.
كانت حرب عصابات للصباح وبطلوع الفجر بدأت أشعر بارتياح...!
مقامة مرضية...لكنها طريفة مسلية...موفق