وخير جليس في الأنام كتاب، بيت شعر قاله المتنبي قبل أكثر من ألف عام، واليوم تجسّده هيئة البحرين للثقافة عبر إطلاقها لكتاب "قصة الفن"، وذلك مساء اليوم الخميس (18 مايو/ أيار 2017) في المكتبة الخليفية في مدينة المحرق، بحضور المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو إيرينا بوكوفا، ورئيسة الهيئة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ومدير مشروع نقل المعارف الطاهر لبيب، جمع من الفنّانين والمهتمين بالشأن الثقافي في البحرين.
وكان كتاب قصّة الفن قد صدر باللغة العربية عن مشروع نقل المعارف خلال شهر مايو الجاري، حيث يعد هذا الكتاب، لمؤلفه إرنست غومبرتش، واحداً من أهم مراجع تاريخ الفن الموثوقة في العالم.
وخلال احتفالية إطلاق الكتاب، أعربت إيرينا بوكوفا عن إعجابها بالإرث الإنساني البحريني، قائلة إن ما شاهدته في متحف البحرين الوطني ومتحف موقع قلعة البحرين يدل على جهود كبيرة في بناء جسور التواصل الحضاري ما بين المملكة والعالم. وأردفت أنها وخلال لقائها بعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمست حرص جلالته ورعايته للثقافة والتراث. وتوجّهت بوكوفا بالشكر إلى الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لجهودها في صناعة الأثر الإيجابي في البحرين، مشيرة إلى أهمية مشروع نقل المعارف ونتاجه.
بدورها صرحت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة "نحتفل هذا اليوم بإطلاق كتاب "قصّة الفن" وهو كتابٌ مميز من حيث الفكرة والمضمون، يناقش الفن من مختلف جوانبه، ويصف ما شهده من تحوّلاتٍ وما تأثر به من عوامل اجتماعيةٍ واقتصاديةٍ وسياسية، ويأتي هذا الكتاب واحدًا من نتاجات مشروع نقل المعارف، الذي نحاول من خلاله إثراء المخزون الثقافي للمكتبات العربية، وإعادة إصدار كتبٍ سبق وأن تُرجمت للعربية، ولكن لم تأخذ حقّها من الاهتمام والتنقيح المطلوب" وأضافت "ويسعدنا اليوم أن تكون معنا في هذه الاحتفالية المديرة العامة لمنظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا، حيث يؤكد تواجدها في مملكة البحرين دعم منظمة اليونسكو للحراك الثقافي في المملكة"، بدورنا نوجّه رسالةً للجميع من المكتبة الخليفية في قلب المحرق عاصمة البحرين القديمة، ندعوهم فيها لتجديد العلاقة بالكتاب، ولمعاودة القراءة والمطالعة".
أما الطاهر لبيب فقال إن مشروع نقل المعارف انطلق بدعم ومتابعة من الشيخة مي بنت محمد آل خليفة من أجل المساهمة في الانفتاح الفكري العربي ومواجهة الانغلاق والتحديات الفكرية العربية الراهنة، مشيراً إلى أن المشروع في نهايته سيقدم للمكتبة العربية 50 كتاباً من أمهات الكتب العالمية في مجالات الفنون واللسانيات وتحليل الخطاب والاتصال والعالم الافتراضي. وقال: "إن الهدف الأساسي من الترجمة، في "المشروع"، ليس لسدّ الفراغ العربي الواسع بقدر ما هو المساهمة في بناء نموذج متقدم للترجمة يراعي الدقة وأخلاقيات المعرفة. هذا إضافةً إلى التركيز، من حيث المضمون، على ما يدعو إلى التفكّر ويدعّم العقلانية".
وحول "قصة الفن"، أوضح لبيب أن كل من يطلع على الكتاب يدرك المجهود الكبير الذي بذل في ترجمته وإخراجه الفني، مؤكداً أن الترجمة العربية للكتاب تجد إقبالاً عربياً واسعاً.
احتفالية إطلاق كتاب قصة الفن، شهدت حضور العديد من الفنّانين التشكيلين البحرينيين الذين يعملون على إثراء الحركة التشكيلية البحرينية، ومن بينهم الفنانة البحرينية بلقيس فخرو التي قالت خلال كلمة لها
إن "هذا الكتاب الشامل عن الفن بأشكاله المتعددة إضافة مهمة إلى المكتبة العربية، موضحة أن ترجمة الكتاب سهلة وفيه العديد من الصور الجيدة والواضحة والمطبوعة بدقة. وأشارت إلى أنها كفنّانة ستعتمد هذا الكتاب كمرجع أساس للفن، متوجهة بالنصح إلى كل فنان للاستفادة من الكتاب من أجل التعرف على تاريخ الفن وتطوره.
ويعد كتاب "قصة الفن" واحداً من أشهر ما كُتب في تاريخ الفن، وقد تُرجم إلى لغات كثيرة وصدر، حتى الآن، في ستة عشرة طبعة وفي أكثر من سبعة ملايين نسخة. أول طبعة له كانت سنة 1953 ولكن قِدمه النسبي لم يقلّل من أهميته. كذلك فإن مشروع نقل المعارف يعمل على إقامة منتديات ثقافية، من بينها الملتقى العربي الأوروبي لشباب الباحثين في العلوم الاجتماعية. والندوة الدولية التي أقيمت بعنوان "صورة الآخر: نظرات متقاطعة" وشارك فيها ستون متخصصاً من بلدان عربية وأوروبيّة وإفريقيّة.