الرياضة فكر وعطاء، وليس شرطاً أن تكون الأفضل حتى تحقق الإنجازات، وليس شرطاً أن تكون الأسوأ ولا تحقق الإنجازات، فهي (أي الرياضة) مجموعة متناقضات، ولكنها في النهاية علم، يدرس في الجامعات والمعاهد، وهناك مدربون يدفعون مئات الدولارات كي يدرسونه.
أود أن أقف في هذه الأسطر على أسطورة كرة القدم الفرنسية زين الدين زيدان، النجم الذي أبدع وأمتع يوم أن كان لاعباً في صفوف يوفنتوس وريال مدريد بأسلوب فريد، أسلوب السهل الممتنع، من دون أي تعقيدات أو تكليفات، كان رائعاً، ومازالت فرنسا تبحث عن مثله، ولايزال العام يتذكر مهاراته وعقليته.
قد تكون لاعباً فاشلاً ثم مدرباً ناجحاً، وقد تكون لاعباً ناجحاً ثم مدرباً فاشلاً، وقد تكون لاعباً ناجحاً ثم مدرباً ناجحاً، ومثل هذا الصنف قليلون جداً، أعتقد بأن آخر من مر على كرة القدم العالمية كمدرب ولاعب ناجح، هو الفرنسي زين الدين زيدان ذو الأصول العربية الجزائرية.
نجح زين الدين زيدان في تغيير ثقافة سنوات داخل ريال مدريد أسسها الرئيس فلورنتينو بيريز، لقد كانت الثقافة أن باب سنتياغو برنابيو مفتوح للأسماء اللامعة التي تحظى بالاهتمام في وسائل الإعلام وأمور أخرى من دون النظر إلى الحاجة وما إذا كان يتناسب مع طريقة لعب الجهاز الفني، كانت أشبه بسوق البورصة، أما اليوم فإن زين الدين غير هذه الثقافة، وهذا ليس سهلاً.
من كان يعرف كاسميرو وأسينساو وفاسكيز وناتشو، ومن كان يتخيل أن أسماء غير معروفة ستجد مكانها داخل التشكيلة الأساسية في مباريات هامة، ومن كان يتخيل أن صيفاً يمر من دون أن يحقق فلورنتينو بيرز صفقة خيالية، ومن كان يتخيل أن رونالدو يغيب عن التسجيل لمباريات والريال لا يتوقف وغيرها. هذا هو الريال اليوم، ثقافة جديدة وأسلوب بلمسات زين الساحرة، السهل الممتنع والتكتيك الذكي.
بغض النظر عن ما إذا كان ريال مدريد سيتوج ببطولة دوري أبطال أوروبا أو ببطولة الدوري الإسباني أو لا، سيبقى الريال بالنسبة لي الأفضل أوروبياً وعالمياً في الوقت الحالي، النتائج تتوج الأفضلية بالفعل، ولكن المبادئ وترجمتها إلى إنجازات ليست بالضرورة أن تتحقق، فـ (الحظ) قد يلعب دوره، وكل شيء قد ينقلب رأساً على عقب في لحظات مجنونة.
المهم، أن الفرنسي زين الدين زيدان قدم درساً للعالم وهو يقود ريال مدريد، كما قدم الأرجنتيني سيميوني دروساً للعالم وهو يقود أتلتيكو مدريد الإسباني حينما خلق شيئاً من لا شيء، هذه القيمة الحقيقية للمدرب الكفء.
آخر السطور...
عودة النجمة لتحقيق التتويج محلياً في صالح كرة اليد البحرينية، وبقاء النادي الأهلي صديقاً للبطولات محلياً على الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها يؤكد معدن النادي وما يمتلكه من أسماء، ما يطمح له الشارع الرياضي في البحرين أن يعد (الرهيب) و(النسور) العدة لموسم استثنائي فيه بطولة الخليج قد تلعب في البحرين، الكأس يجب أن يبقى، إما تاسعة للأصفر أو سادسة للأبيض، وهذا يتطلب تخطيطاً سليماً ورؤية مثالية.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 5354 - الخميس 04 مايو 2017م الموافق 08 شعبان 1438هـ