العنصرية والطائفية والتمييز وإلغاء الآخر، أمراض أشد فتكاً بالمجتمع من أمراض السرطان والسل والطاعون. العنصرية هي حالة ذهنية لا يختلف المتنفذ فيها عن المهمش، الفرق فقط في السلطة ودرجة الأذى.
لا يشترط في الطائفي المتشدد أن يكون متديناً، فالطائفية ليست حالة دينية، بل حالة ذهنية.
الخطاب الطائفي والعنصري صار سائداً لدرجة غطت السماء، وقللت المطر، وأجدبت الأرض، وأهلكت الحرث والنسل. ربما كان لابد من إعادة التذكير بخطورته، لعل وعسى.
منظمات «بلا حدود»، في المجمل، هي منظمات إنسانية، تخدم هدفاً عاماً، وعموم البشر دون تمييز من أي نوع، وأبرز تلك المنظمات وأشهرها، هي منظمة «أطباء بلا حدود»، ومهمتها التدخل الطبي غالباً في مناطق النزاع المسلح. ومثلها أيضاً منظمة «مراسلون بلا حدود»، وهي معنية بالدفاع عن الصحافيين والإعلاميين، بلا حدود سياسية وبلا محددات طائفية.
الطائفيون والعنصريون المتشددون يدمرون مجتمعهم، دون أن يبنوا فيه حجراً على حجر، بل يفككون الأحجار ليقذفوا بها رؤوس الحكمة والتوازن والتعايش، لذا نقترح عليهم أن يؤلفوا منظمة «طائفيون بلا حدود»، تكون أهدافها المعلنة تقويض أركان المجتمع، ونشر ثقافة الكراهية لتصل إلى كل الزوايا، وتشويه عناصر التسامح والتعايش في المجتمع، ومراجعة كل الكتب التعليمية لوأد كل معالم قبول الآخر، ورفض تعديل أي مكونات تمييزية ضمنها.
ومن المقرر أن ينضم إلى منظمة كهذه كل الطائفيين وكل العنصريين، المتناقضين مع بعضهم علناً، والمستفيدين من بعضهم على أرض الواقع، فهم يقتاتون على بعضهم، فبلا أسود سنة لا وجود لأسود شيعة، مثلاً، والعكس بذلك صحيح. ومن المتوقع أن ينضم إليها عدد من المتطرفين في الغرب والشرق متدينين أو غير متدينين.
إنشاء منظمة من هذا النوع، قد يكون مفيداً، لأنه سيقضي أولاً على حالة التحايل والالتباس، حين يدعي طائفي متشدد أو عنصري كاره للحياة، أنه يدعو للتعايش، ولربما يؤدي انضمامه إلى مثل هذه المنظمة إلى أن يعبر بصراحة ودون مواربة إلى إنهاء حالة الضحك على العقول.
بالطبع «بلا حدود»، المذكورة في منظمة «أطباء بلا حدود»، تعني أنها لا تتوقف عند حدود جغرافية معينة، وأنها غير معنية بالحدود الدينية والعرقية والإثنية واللغوية وغيرها. فهم يعالجون الناس كبشر، لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أسود ولا أبيض ولا سيخي ولا هندوسي ولا مسيحي ولا مسلم، سنياً كان أو شيعياً، كلهم بشر، كلهم بنو آدم وآدم من تراب.
أما «شلة الأنس» من الطائفيين بلا حدود فبيانهم التأسيسي يعتبر معنى «بلا حدود» أنه لا حدود للقسوة في نفي الآخر، ولا حدود لإلغاء الطائفة الأخرى، وخاصة عندما يتضح أن غالبية أولئك الطائفيين مدعومون من حكومات ودول ومؤسسات، وهيئات تعلن صباح مساء أنها تدعو للتسامح والتعايش، بينما هي تعمل على عكس ذلك.
إقرأ أيضا لـ "غانم النجار"العدد 5354 - الخميس 04 مايو 2017م الموافق 08 شعبان 1438هـ
هؤلاء يمارسون كل أشكال الطائفية العنصرية قولا وفعلا وكتابة ويستفرغون كل ما في قلوبهم المريضة من غِل وحقد وبتشجيع مثل ما قلت من بعض ... وغيرهم وفي التصريحات الرسمية الجوفاء يدعون انهم بعيدين كل البعد عن الطائفية بينما ممارساتهم الفعلية تفضحهم دائما
كي نحارب الطائفية يجب علينا اولاً ان نقتنع ان هناك طرفان للطائفية اما اذا اصر الطائفيين المواليين للأحزاب الدينية . ان الطائفية هي فقط من طرف واحد فلن نحل المشكلة ابداً.
الكلام فبه شيئ من الواقع المر.