مهاجم موناكو الموهبة الفرنسية الجديدة في عالم كرة القدم كيليان أمبابي بات ظاهرة أوروبا الحديثة من خلال المستويات الفنية العالية التي يقدمها إلى جانب أهدافه الغزيرة والتي وصلت إلى 22 هدفاً في 20 مباراة لعبها منذ البداية.
كيليان أمبابي بات الشغل الشاغل لكثير من كبار أوروبا الساعين لخطف توقيعه خلال الانتقالات الصيفية المقبلة، فاللاعب البالغ من العمر 18 عاماً فقط يمتلك إمكانيات فنية مرعبة ستجعله عما قريب إذا ما استمر في منوال التطور نفسه أهم مهاجمي العالم.
أمبابي أحد الاكتشافات الحديثة في كرة القدم العالمية، والكثير من المحلليين والمتابعين باتوا يلقبونه بتيري هنري الجديد وهو اللقب الذي لا يناسبه أبداً باعتقادي.
ولا أعرف الرابط بين اللاعبين إلا كونهما فرنسيان وبدآ في النادي نفسه وهو موناكو، وأستغرب كثيراً أن محللين كباراً وعاصروا أجيالاً مختلفة يصرون على تشبيه أمبابي بتيري هنري.
فالظاهرة أمبابي يتجاوز هنري بكثير في نفس عمره ولا وجه للمقارنة بين اللاعبين لأن هنري في عمر الـ 18 عاماً قد لا يكون قد بدأ بالفعل اللعب للفريق الأول عطفاً على البروز بهذا الشكل العالمي.
تيري هنري أيضاً كان يلعب في بداياته في مركز الجناح الأيمن سواء مع موناكو أو مع المنتخب الفرنسي ومن ثم عندما انتقل ليوفنتوس الإيطالي، إذ كان يمتاز بالسرعة غير أنه لم يمتلك المهارة العالية أو القدرة على إنهاء الهجمات بدقة.
هنري تفجرت إمكانياته بعد أن انتقل في العام 2000 إلى أرسنال الفرنسي وحينها غير مدرب أرسنال أرسين فينغر مركزه من الجناح الأيمن إلى المهاجم الصريح حيث تألق وتطور متحولاً إلى هداف من الطراز الأول.
أمبابي مختلف تماماً هو يلعب منذ بداياته كمهاجم صريح ويمتلك مهارات عالية جداً وسرعة وهدوء وقدرة على إنهاء الهجمات بدقة عالية وهو ما انعكس في أهدافه الغزيرة.
كما أن أمبابي في عمر الـ18 عاماً هو الشغل الشاغل الآن لكل أوروبا وهنري في نفس العمر لم يكن يعرفه أحد.
أمبابي يتشابه كثيراً في بروزه وطريقة لعبه ومركزه وتألقه في سن صغير جداً مع الظاهرة البرازيلية رونالدو الذي أبهر أوروبا عندما كان يلعب في الدوري الهولندي أو بعدما انتقل للعب مع برشلونة الإسباني ولم يتجاوز الـ 20 عاماً.
حتى في قصة الشعر أمبابي أقرب إلى رونالدو، وكذلك في المهارة العالية للتخلص من الخصوم وإنهاء الكرة في المرمى وهو يتشابه باعتقادي في جانب واحد فقط مع تيري هنري وهو الخطوات الواسعة للقدمين والبدايات الاحترافية في النادي نفسه وهو موناكو.
أمبابي بحق هو رونالدو الجديد في عالم المستديرة إذ مزج بين السرعة والمهارة وحسن التمركز والقدرة على إنهاء الكرات بهدوء وسهولة وبدون تعقيدات.
تخطي الخصوم والاتجاه للمرمى مباشرة هي هوايته المفضلة، والتحكم العالي بالكرة مع الانطلاق السريع من أهم مميزاته، أما أهم قدراته الفنية فهي الهدوء أمام المرمى فينهي الكرة بدقة وبدون تعقيدات ومن دون خوف وبحرفنة الخبراء.
من يظفر بخدمات أمبابي في الصيف المقبل من أندية أوروبا الكبيرة لا شك أنه حظي بجوهرة ثمينة لا تقدر بثمن، وعندما تتفجر أفضل إمكانياته فإنه سيتحول إلى «بعبع» مرعب للمدافعين وحراس المرمى.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 5351 - الإثنين 01 مايو 2017م الموافق 05 شعبان 1438هـ