العدد 535 - الأحد 22 فبراير 2004م الموافق 01 محرم 1425هـ

دار المنار لرعاية الوالدين

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

لو سأل من كان والداه أو أحدهما على قيد الحياة أطال الله في أعمارهم هل يفعل ما يجب عليه تجاهمهما؟ وهل يعيد إليهما ولو جزءا يسيرا مما فعلاه من أجله وما كابداه طوال حياتهما من أجله؟ لا ننسى أن الوضع كان مختلفا في تلك المرحلة التي كان الفقر مدقعا ولا يحصلون على قوتهم بالشكل الذي يحصل عليه الأبناء اليوم.

هل يبحثون عن الوسائل التي تجعل الأبوين تنتعش ذاكرتهما وتبقى جذوة حبهما للحياة مستمرة ويتمتعوا بشكل يجعلهما يتمنان استمرار حياتهم؟ أم أنهما يجلسان في زاوية من البيت ينتظران عزرائيل ليدق بابهما ويأخذهما بسرعة إلى مثواهم الأخير؟

أعتقد أن الأبناء خصوصا المتمكنين منهم ممن أوضاعهم ميسورة لو أعادوا شريط هذه الأسئلة لكانت إجابتهم «كلا» فنحن ننشغل بأمور الحياة أكثر مما نعطي ولو جانبا يسيرا من وقتنا للوالدين حتى وكأننا ننتظر رحيلهما وكأنهما صارا عبئا علينا. ولو أعدنا النظر إلى واجبنا والدور الذي يمكننا أن نلعبه في إبقاء جذوة الحياة مشتعلة في نفسيهما لنرضي الله أولا ونرضي من نحن غارقون في جمائلهما ثانيا، ونرضي ضمائرنا لأدركنا مدى أهمية إقامة مجموعة من الدور التي تماثل دار الحنان لرعاية الوالدين التي أقيمت في العام 2000 بجهود مشكورة... مضنية... جبارة من قبل امرأة بحرينية وزوجها وكأنّ الله سخرهما لرفع الذنوب عن كاهلنا بالقيام بالدور الذي افتقدنا الوسائل الكفيلة بالتخفيف من معاناتهم فأرحنا ضميرنا وملأنا فراغهما من خلال الالتقاء اليومي بأناس في سنهما حيث يتحاورون ويتجاذبون حديث الذكريات ويمارسون الألعاب الخفيفة التي تسليهم وتنسيهم جري الأيام نحو الخاتمة المحتومة بل وتعالج بعض أمراضهم.

إن هذه الدار لم تهيئ لهم فقط مجال الحديث واللعب وممارسة بعض هواياتهم ما يجدد حيويتهم وثقتهم بأنفسهم فتجعل أيامهم الباقية سعيدة وجميلة بل هيأت لهم إمكانات الشعور بأنهم منتجون أيضا، هذه الدار وأصحابها يقومون بالدور الذي يجب أن نقوم به إذ يملأون اليوم بحسب طاقتهم فراغ أكثر من 170 مسنا إلى جانب رعاية تصل إلى أكثر من 70 عاجزا جالسين في بيوتهم.

ألا يستحق أصحاب الدار كل تقدير واحترام ودعم سخي من المؤسسات الخاصة والرسمية، فبدل أن نشد على أيدي فاطمة بوعلي وزوجها نجيب الذوادي شاكرين لهما جهودهما نجد من يحتج على تقديم وزارة الصحة المركز الصحي السابق لهذه الدار لتفتح صدرها لرعاية الوالدين، فهل شحت الأراضي أم ان الانفتاح خلق مجالا لقلب الحقائق؟

العدد 535 - الأحد 22 فبراير 2004م الموافق 01 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً