تحتفي اليونسكو في اليوم الدولي السادس لموسيقى الجاز بجميع القائمين على إعلاء شأن موسيقى
الجاز وإظهار قدرتها على توحيد الناس وإبراز إسهاماتها في نشر السلام من الموسيقيين والشعراء والرسامين والكتاب والمؤرخين والأساتذة والباحثين والمهتمين بموسيقى الجاز في جميع أرجاء العالم.
وقد صدقت نجمة الجاز الكبيرة نينا سيمون إذ قالت: «إن موسيقى الجاز ليست مجرّد موسيقى عادية، بل هي طريقة حياة وطريقة وجود وطريقة تفكير». وإننا لنراها في كل مكان حولنا، تحيط بنا من كل حدب وصوب وتلهمنا الارتقاء بأنفسنا وتحسين طريقة حياتنا عن طريق الموسيقى. ونحتفي اليوم أيضاً بالصورة الفنية الدولية لموسيقى الجاز، وبقدرة هذه الموسيقى على تعزيز الحوار بين الثقافات والاستفادة من التنوع على أفضل وجه ممكن، وكذلك على تعزيز احترام حقوق الإنسان وجميع أشكال التعبير.
ونشأت موسيقى الجاز في إطار السعي إلى التمتع بالكرامة الإنسانية الديمقراطية والحقوق المدنية. وعززت إيقاعات وأنغام هذه الموسيقى وتنوعها مكافحة جميع أشكال التمييز والعنصرية. وهذه هي الرسالة التي ينبغي لنا أن ننشرها في جميع أرجاء العالم في الوقت الحاضر.
وقد وقع الاختيار على مدينة هافانا لكي تكون المدينة المضيفة للاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز لهذا العام. ويُبرز هذا الأمر العلاقات الوطيدة لهذه المدينة بموسيقى الجاز. وكيف لا تكون كذلك وهي مسقط رأس اثنين من أشهر وأبرز قادة فرق موسيقى الجاز في العالم، وهما ماريو باوزا وفرانك ماشيتو غريللو، وكيف لا تكون كذلك وهي عاصمة كوبا التي تمخضت ثقافتها الموسيقية المزدهرة عن حركة موسيقى الجاز الإفريقية الكوبية التي وُلدت من رحم مزيج رائع من الثقافات والشعوب التي اجتمعت في تلك المنطقة من العالم. ولذلك تُعدّ موسيقى الجاز الكوبية درساً في التنوع الإبداعي الذي يخفق له قلب اليونسكو.
وسيجري لأول مرة الاحتفال باليوم الدولي لموسيقى الجاز طوال أسبوع كامل في هافانا، وسيتضمن الاحتفال عقد حلقات عمل، وقيام عدد من أساتذة موسيقى الجاز بإعطاء دروس موسيقية، وعرض أفلام، وتنظيم عروض وإقامة حفلات موسيقية في جميع أرجاء المدينة. وستكون الحفلة الموسيقية العالمية التي ستحييها ثلُّة من كبار الفنانين فرصة فريدة للتعريف والإشادة بأصحاب أبرز المواهب العالمية في مجال موسيقى الجاز في كوبا وأميركا اللاتينية وسائر أرجاء العالم، ومنهم عازف البيانو المشهور والملحّن الكبير الذائع الصيت وسفير اليونسكو للنوايا الحسنة من أجل الحوار بين الثقافات الموسيقار هيربي هانكوك، وكذلك عازف الجاز الكوبي شوشو فالديز.
وتعرب اليونسكو عن فخرها بالاشتراك مجدداً مع معهد ثيلونيوس مونك للجاز، وكذلك مع المعهد الكوبي للموسيقى، من أجل رفع راية موسيقى الجاز والحرية والإبداع والتنوع والوحدة. ويبيّن التركيز على كوبا في اليوم الدولي لموسيقى الجاز لهذا العام قدرة موسيقى الجاز على بناء الجسور وتوحيد الناس كافة، رجالاً ونساءً، حول القيم والتطلعات المشتركة.
إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"العدد 5349 - السبت 29 أبريل 2017م الموافق 03 شعبان 1438هـ